بقلم: المستشار القانوني/ علي القدومي 

لندن 

تعتبر تأشيرة "الإذن الإلكتروني بالسفر"(ETA) واحدة من الوسائل التي كانت تُسهل دخول الأردنيين إلى المملكة المتحدة لفترات قصيرة تصل إلى ستة أشهر، مما سهل على الكثير من الأردنيين زيارة المملكة المتحدة سواء لأغراض سياحية أو لزيارة أقاربهم. ومع ذلك، قررت الحكومة البريطانية تعليق منح (ETA) للأردنيين مؤخرًا، بسبب سوء استخدام بعض المسافرين لهذه التأشيرة، ما أثر سلبًا على عدد كبير من أفراد الجالية الأردنية في بريطانيا وأقاربهم في الأردن، وكذلك على رجال الأعمال الأردنيين الذين اعتادوا السفر إلى المملكة المتحدة لأغراض تجارية.

ما هي (ETA)؟

(ETA) هي تأشيرة دخول إلكترونية تتيح لحامليها زيارة المملكة المتحدة دون الحاجة إلى الإجراءات التقليدية للحصول على تأشيرة. 

وتبلغ مدة صلاحية التأشيرة سنتين، ويمكن استخدامها لزيارات متعددة، بشرط ألا تتجاوز مدة كل زيارة ستة أشهر.

و تتميز (ETA) بسهولة التقديم للحصول عليها عبر الإنترنت، بالإضافة إلى أن رسومها منخفضة إذ تبلغ عشرة جنيهات إسترلينية فقط.

تعليق (ETA) للأردنيين

جاء قرار تعليق (ETA) للأردنيين على خلفية تقارير حول إساءة استخدام التأشيرة من قبل بعض المسافرين، حيث تم استخدام (ETA) لأغراض غير تلك التي خُصصت لها، مثل الإقامة غير القانونية أو العمل دون تصريح.

 وقد أدى هذا التعليق إلى فرض قيود إضافية على الأردنيين الراغبين في زيارة المملكة المتحدة، حيث أصبح عليهم التقديم للحصول على التأشيرة عبر السفارة البريطانية في الأردن من خلال النظام التقليدي، الذي يتطلب المزيد من الاجراءات والتكاليف.

تأثير القرار على رجال الأعمال الأردنيين

لم يقتصر تأثير القرار على العائلات الأردنية فقط، بل طال القرار أيضًا رجال الأعمال الأردنيين الذين تأثرت أعمالهم بسبب تعليق التعامل بتأشيرة (ETA). 

فبسبب  فترة الانتظار الطويلة للتقديم على التأشيرة التقليدية عبر السفارة، أصبح جدول أعمالهم وزياراتهم التجارية إلى المملكة المتحدة يتأخر بشكل ملحوظ. 

وبات رجال الأعمال الذين كانوا يعتمدون على (ETA) في السفر السريع لإنجاز الصفقات والاجتماعات، يواجهون الآن تحديات كبيرة نتيجة الانتظار المطول لإصدار التأشيرة العادية، مما يؤثر على ارتباطاتهم التجارية وفرص العمل المتاحة لهم.

مطالب الجالية الأردنية في بريطانيا

في ظل تأثير هذا القرار على الأردنيين المقيمين في المملكة المتحدة وأقاربهم في الأردن، يتقدم المنتدى الأردني في المملكة المتحدة، الذي يمثل الجالية الأردنية في بريطانيا، بمبادرة للضغط على السلطات البريطانية لإعادة النظر في هذا القرار. ويستعد المنتدى لإرسال رسالة إلى وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر، يطالب فيها بإعادة تفعيل (ETA) للأردنيين.

ويشير المنتدى في رسالته إلى أن القرار تسبب في حرمان الكثير من أبناء الجالية الأردنية من فرصة استقبال زيارات أقاربهم بشكل ميسر، حيث كان من السهل عليهم التقديم والحصول على (ETA) لزيارات قصيرة. ومع عودة النظام التقليدي للحصول على تأشيرة زيارة، أصبح هناك عبء إضافي على الأسر الأردنية المقيمة في المملكة المتحدة وأهاليهم في الأردن، وذلك بسبب قلة الأشخاص الذين أساؤوا استخدام التأشيرة.

المحادثات الجارية

على الرغم من تعليق (ETA)، هناك محادثات جارية بين الحكومة البريطانية ونظيرتها الأردنية لبحث إعادة منح هذه التأشيرة. وتعمل وزارة الداخلية البريطانية على تقييم الوضع هدف إيجاد حلول تضمن عدم تكرار المشكلات السابقة، مع تسهيل الإجراءات للسفر القانوني والسليم إلى المملكة المتحدة.

 ومن المتوقع أن يتم اتخاذ قرار بإعادة تفعيل (ETA) للأردنيين في الأشهر المقبلة، وذلك كجزء من خطة المملكة المتحدة لتوسيع نظام (ETA) ليشمل 165 دولة بحلول نهاية العام.

الخلاصة

مع تعليق (ETA) للأردنيين، تأثرت الكثير من العائلات الأردنية في بريطانيا والأردن، بالإضافة إلى رجال الأعمال الأردنيين الذين تعطلت جداول أعمالهم التجارية. إلا أن هناك جهودًا تبذل من قبل المنتدى الأردني في المملكة المتحدة والسلطات الأردنية لإعادة النظر في هذا القرار. المحادثات الجارية بين الحكومتين قد تؤدي إلى إعادة العمل بـ (ETA) للأردنيين، مما سيعيد تسهيل زياراتهم إلى المملكة المتحدة ويخفف من الأعباء الناتجة عن العودة إلى النظام القديم للتأشيرات.

 

التالي لماذا ألغت الحكومة البريطانية الفيزا الإلكترونية للأردنيين؟