عرب لندن

يستعد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، للإعلان عن حزمة دعم جديدة لأوكرانيا، على الرغم من الضغوط التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كييف لقبول اتفاق سلام مع روسيا. 

ومن المقرر أن يكشف ستارمر، يوم الاثنين، عن “ضربة ثلاثية” تشمل مساعدات عسكرية وعقوبات اقتصادية وإجراءات لمكافحة الأموال الروسية غير المشروعة، وذلك في الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا، وفقا "للتلغراف". 

وتتناقض الخطوة البريطانية بشكل حاد مع موقف الرئيس الأمريكي، الذي وصف في الأيام الأخيرة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه “ديكتاتور”، ويدفع باتجاه إنهاء سريع للصراع. 

كما صرّح ترامب بأن ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “لم يفعلا شيئًا لإنهاء الحرب”، واتهمهما بعدم اتخاذ أي خطوات دبلوماسية مع روسيا.

ويأتي هذا الانقسام في وقت تتزايد فيه الخلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الحرب، إذ رفضت واشنطن التوقيع على بيان مجموعة السبع الذي يصف روسيا بأنها “المعتدية”، كما رفضت دعم بيان للأمم المتحدة يدعو لاحترام وحدة أراضي أوكرانيا. وأشارت مصادر غربية إلى أن الولايات المتحدة قد تنسحب من الجهود الدولية لمحاكمة روسيا بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

ووسط هذه التوترات، تعمل الحكومة البريطانية على حزمة إجراءات لدعم كييف، تتضمن مساعدات عسكرية إضافية، حيث من المتوقع أن يعلن وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، عن تفاصيل جديدة تتعلق بالمساعدات العسكرية، والتي قد تشمل إمدادات أسلحة إضافية للقوات الأوكرانية. 

كما تشمل الحزمة عقوبات اقتصادية مشددة ضد روسيا ستكشف عنها وزارة الخارجية البريطانية، تُضاف إلى 1,900 كيان وشخصية روسية خضعت للعقوبات منذ بدء الحرب.

بالإضافة إلى ذلك، ستطلق وزارة الداخلية عملية لمكافحة الأموال الروسية غير المشروعة، وسط توقعات بأن تشمل تجميد أصول شخصيات مقربة من فلاديمير بوتين.

ووصف مسؤول حكومي الحزمة بأنها “ضربة ثلاثية كاملة” تؤكد التزام بريطانيا بدعم أوكرانيا، رغم المعارضة الأمريكية المتزايدة.

تتجه الأنظار إلى زيارة ستارمر للبيت الأبيض يوم الخميس، حيث سيلتقي دونالد ترامب لأول مرة منذ توليه رئاسة الوزراء. ويسعى ستارمر إلى تهدئة التوترات من خلال الإعلان عن رفع ميزانية الدفاع البريطانية إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، وهو التزام كان رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك قد تعهّد به سابقًا.

كما سيحمل ستارمر دعوة رسمية من الملك البريطاني لترامب للقيام بزيارة إلى المملكة المتحدة، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي منتخب يتلقى هذا الشرف مرتين في التاريخ الحديث.

وفي الوقت الذي يسعى فيه ستارمر لإثبات التزام بريطانيا تجاه الأمن الأوروبي، تواجه حكومته تساؤلات حول مدى قدرة لندن على تمويل زيادة الإنفاق الدفاعي، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية.

 كما قد يواجه ستارمر أسئلة صعبة حول سبب عدم رفع النسبة إلى 5%، وهو الرقم الذي اقترحه ترامب لدول الناتو، رغم أن الإنفاق العسكري الأمريكي نفسه لا يتجاوز 4% من الناتج المحلي الإجمالي.

السابق الاستخدام المتزايد للكيتامين في إنجلترا يثير مخاوف أمنية وصحية
التالي مشروع قانون جديد يجرّم استغلال الأطفال في جرائم الاستيلاء القسري على المنازل