عرب لندن
أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده للموافقة على برنامج جديد يسمح للشباب بين 18 و30 عامًا من بريطانيا ودول الاتحاد بالسفر والعمل بحرية لمدة 12 شهرًا، في إطار مفاوضات تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبحسب يتضمن البرنامج منح تأشيرات عمل قصيرة المدى، مع إمكانية تمديدها لعام أو عامين إضافيين. كما سيُفرض تحديد لعدد المشاركين وتقييد العمل في قطاعات معينة. وتدرس المملكة المتحدة أيضًا تطبيق مبدأ "واحد يدخل، واحد يخرج" لضبط أعداد المتقدمين.
ويُطلق على المبادرة الجديدة اسم "تجربة الشباب" لتجنب الخلط بينها وبين حرية الحركة التي توقفت بعد البريكست.
وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" قال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن المفاوضات تشمل عددًا من القضايا الهامة، في حين أكد مسؤولون أوروبيون أن الاتفاق أصبح أولوية للدول الكبرى مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا.
وفي أبريل 2024، كان الاتحاد الأوروبي قد اقترح برنامجًا أوسع يسمح بالإقامة والعمل لمدة تصل إلى أربع سنوات، لكن المقترح رُفض من قبل حزبي العمال والمحافظين في بريطانيا.
وتشارك المملكة المتحدة حاليًا في برامج تبادل شبابي مع 12 دولة غير أوروبية مثل أستراليا وكندا، حيث يُسمح للمشاركين بالإقامة والعمل لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. وفقًا لبيانات وزارة الداخلية، وصل عدد الشباب الذين دخلوا بريطانيا في إطار هذه البرامج إلى 23 ألفًا في 2023، منهم حوالي 10 آلاف من أستراليا.
أعرب ستيف بيكر، الوزير السابق والنائب البارز في حملة "بريكست"، عن دعمه للبرنامج الجديد، مؤكدًا أنه لا يمثل عودة لحرية الحركة المفتوحة، بل هو حل محدود زمني ومقيد العدد.
لكنه حذر من أن التركيز على هذا الاتفاق قد يُشغل عن قضايا أهم، مثل تأثير الاتفاقات الغذائية والمنتجات مع الاتحاد الأوروبي على فرص إبرام صفقات تجارية مع الولايات المتحدة.
من جهته، أكد وزير البيئة البريطاني ستيف ريد التزام الحكومة بعدم العودة إلى السوق الموحدة أو حرية الحركة، مشيرًا إلى أن "هذه التوجهات ثابتة في بياننا الانتخابي".
وفي تصريحاتها في واشنطن، أكدت وزيرة المالية رايتشل ريفز على أهمية العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، معتبرة أنها "أكثر أهمية من العلاقات مع الولايات المتحدة".
وأعرب السفير الألماني في لندن، ميغيل بيرغر، عن تفاؤله بتوصل الجانبين إلى اتفاق بشأن برنامج "تجربة الشباب"، بعد اجتماع بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وقال بيرغر إن البرنامج سيساعد الشباب من الأسر ذات الدخل المحدود على تجربة العمل والدراسة في الخارج، مؤكدًا أن التحضيرات جارية لقمة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في 19 مايو المقبل في لندن.
وأوضح مصدر أوروبي أن القمة لن تشهد توقيع اتفاق نهائي، بل سيكون هناك إعلان نوايا مشترك يفتح الطريق لمفاوضات تفصيلية.
وتشمل المحاور الرئيسية للمفاوضات: الدفاع والأمن، تسعير الكربون، الهجرة، برنامج "تجربة الشباب"، الطاقة، وصيد الأسماك.
في سياق متصل، تطالب بعض الدول الأوروبية بعودة بريطانيا إلى برنامج "إيراسموس+" للتبادل الطلابي، مما يتيح للطلاب الدراسة برسوم محلية. غير أن الحكومة البريطانية تعارض هذا بسبب الفجوة الكبيرة في أعداد الطلاب البريطانيين الذين يدرسون في الاتحاد الأوروبي مقارنة مع الطلاب القادمين إلى بريطانيا.
كما دعت مجموعة الاستشارات الوطنية للأعمال التجارية الحكومة البريطانية إلى إزالة الحواجز أمام صادرات البطاطا البذرية، تسهيل إجراءات اختبار الأدوية، وتوقيع اتفاقات للاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية. كما طالبت المجموعة بتسهيل تنقل الفنانين والموسيقيين ودعمهم في جولاتهم الدولية، بالإضافة إلى تسهيل الوصول إلى الأدوية البيطرية في أيرلندا الشمالية.