عرب لندن

بدأت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) بتقديم علاج ثوري غير جراحي لسرطان الكبد، يعتمد على تقنية "الهستوتريبسي" (histotripsy)، والتي تستخدم موجات صوتية مركّزة لتفتيت الأورام بدلاً من اللجوء إلى الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو الكيميائي.

وتعمل هذه التقنية على إطلاق فقاعات مجهرية داخل الورم عبر نبضات صوتية دقيقة، ثم تؤدي هذه الفقاعات إلى تحطيم الخلايا السرطانية فور انفجارها خلال أجزاء من الثانية، مما يقلل من الضرر على الأنسجة السليمة المحيطة .

ووضع جهاز "الهستوتريبسي" من ابتكار الشركة الأمريكية HistoSonics، بدعم مالي من مؤسسة البرفيسور لي كا‑شينغ الخيرية، في مستشفى أيدينبروك بـكامبريدج، ليصبح أول نظام من نوعه يحقّق استخداماً سريرياً في أوروبا، بحسب "الميرور".

وجُرّبت التقنية على مركز الأورام السرطانية في كامبريدج خلال جلسة واحدة تستخدم فيها موجات مكثفة لمدة لا تتجاوز 30 دقيقة، يُمكِّن المرضى من العودة إلى منازلهم بسرعة دون ألم يذكر، كما يشبه الإجراء فحص الموجات فوق الصوتية الاعتيادي .

وأشاد نائب المدير التنفيذي لشؤون الابتكار في هيئة الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA)، جيمس باوند، بالنجاح التنظيمي لهذه التقنية السريعة، مؤكدًا أنها تشكّل "خطوة كبيرة إلى الأمام" للمرضى، مما يعكس قدرة بريطانيا على دعم الابتكار الطبي دون المساومة على الأمان .

كما نوّه وزير الصحة والرعاية الاجتماعية، ويس ستريتنج، الذي أصدر ترخيص الوصول المبكر عبر برنامج "مسار الأجهزة المبتكرة" (IDAP)، بأن تقليص البيروقراطية سيمكن المرضى من الاستفادة من العلاج قبل الأوان المستهدف، وأن التنظيم يجب أن يكون ذكيًا ومرنًا لمواكبة التطور التكنولوجي .

وأشار رولاند سينكر، الرئيس التنفيذي لمستشفيات جامعة كامبريدج، إلى أن هذه التقنية غير الجراحية ستحرّر تدخل الجراحين من بعض الحالات، مما يتيح معالجة حالات أكثر تعقيدًا، كما ستخفف الضغط على الأسرّة بنسبة ملحوظة عبر تسريع تعافي المرضى.

وأعلنت جامعة كامبريدج عن بدء التجارب السريرية الموسعة لهذا العلاج على سرطانات أخرى مثل البنكرياس والكلى، وذلك بعد نجاح مراحل اختبار أورام الكبد الأولية والثانوية .

وتُعَدّ نسب النجاة بعد عام من تطبيق العلاج بـ"الهستوتريبسي" واعدة؛ فقد سجّلت الدراسات نشرًا بأن معدل النجاة للمرضى الذين تلقوا العلاج تجاوز 70 % للحالات الأولية، و48 % للحالات الثانوية، وهو ما يتساوى مع العلاجات الحالية دون آثار جانبية كبيرة.

ويُنتظر أن تنشر وزارة الصحة تقييم المسار التجريبي رسميًا لاحقًا هذا العام، بينما تستمر الجهود لتوسيع التطبيق مستقبلاً، ليشمل المزيد من أورام الأعضاء الأخرى، وتكون بداية لعصرٍ جديد من العلاجات السرطانية التكنولوجية المتقدمة في بريطانيا وأوروبا.

التالي (NHS) تطلق نداءً عاجلًا لتجنيد 200 ألف متبرع دم إضافي في إنجلترا