عرب لندن
في ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تمسكه بعدم الاعتراف الأحادي بدولة فلسطين، رغم تنامي الضغوط من داخل حزب العمال، ومن أبرز داعميه النقابيين.
وحسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت "Independent" قال ستارمر إن موقف حكومته "لم يتغير"، مشددًا على أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في المنطقة"، رغم صعوبة تحقيقه في الوقت الراهن. وأضاف: "نحن ملتزمون بهذا المبدأ، ولن نحيد عنه".
وجاءت تصريحات ستارمر بعد بيان مشترك أصدره اتحاد نقابات العمال البريطاني (TUC) – أكبر ممول لحزب العمال – مع نظيريه في كندا وفرنسا، طالبوا فيه حكومة المملكة المتحدة بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين، والدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومحاسبة إسرائيل وفق القانون الإنساني الدولي.
وجاء في البيان: "نحث حكوماتنا على الاعتراف بدولة فلسطين، ورفض الجرائم المرتكبة في غزة والضفة الغربية. لقد آن أوان التحرك الجاد، فالكلمات وحدها لم تعد كافية". كما أشار البيان إلى أن الاعتراف سيشكل رسالة قوية قبل انعقاد مؤتمر أممي تشارك فرنسا في رئاسته منتصف يونيو.
وتزامنت هذه التطورات مع زيارة ستارمر إلى كندا للقاء رئيس الوزراء الجديد مارك كارني، قبل مشاركته في قمة مجموعة السبع (G7) التي يُتوقع أن تتصدر أزمة الشرق الأوسط جدول أعمالها.
على الصعيد الداخلي، يواجه ستارمر ضغوطًا من شخصيات بارزة في حزبه، من بينهم رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، إميلي ثورنبري، التي دعت إلى أن تحذو بريطانيا حذو إيرلندا وإسبانيا والنرويج، التي اعترفت رسميًا بدولة فلسطين العام الماضي.
كما انضم نواب من حزب المحافظين إلى المطالبات، من خلال رسالة موقعة بقيادة الوزير السابق كيت مالثاوس، بينما يواصل كل من حزب الخضر والحزب الوطني الاسكتلندي دعم الاعتراف.
في المقابل، أعربت شخصيات نافذة داخل حزب العمال عن رفضها لهذا التوجه، أبرزهم جون بيرس، رئيس مجموعة "أصدقاء إسرائيل في حزب العمال"، مدعومًا من وزراء كبار مثل المستشارة رايتشل ريفز ووزير ديوان الحكومة بات ماكفادن.
وحذر بيرس من أن الاعتراف في هذا التوقيت قد يضر بمكانة بريطانيا كوسيط نزيه، قائلاً: "الاعتراف يجب أن يكون جزءًا من تسوية شاملة، وليس خطوة رمزية. القيام بذلك الآن سيقوض التزاماتنا باتفاقيات أوسلو، ويفتح المجال أمام مزيد من التوتر".
وأكد أن "الاعتراف ورقة دبلوماسية لا تُستخدم إلا مرة واحدة، ويجب أن تُوظف عندما يكون لذلك أثر فعلي على الأرض".
وبينما تتصاعد الدعوات للاعتراف بفلسطين من جهات داخلية ودولية، تواصل حكومة ستارمر التمسك بموقفها الحذر، وسط انقسام واضح داخل الحزب وتباين في التوجهات السياسية البريطانية تجاه الملف الفلسطيني.