سعر الذهب يقفز إلى مستوى قياسي والأسواق تنتعش رغم هجمات ترامب
عرب لندن
ارتفع سعر الذهب الفوري يوم الثلاثاء إلى 3,500.01 دولار للأوقية، مسجلاً رقماً قياسياً تاريخياً ومواصلاً موجة صعود بدأت منذ مطلع العام حين بلغ السعر 2,623 دولاراً للأوقية. وتوقّع محللون أن يواصل المعدن الثمين صعوده ليبلغ 4,000 دولار خلال أسابيع فقط من تجاوزه حاجز الـ3,000 دولار لأول مرة. واستقطب الذهب أعداداً متزايدة من المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن، في وقت ساهمت فيه الولايات المتحدة نفسها في إثارة اضطرابات الأسواق ما أضعف جاذبية الدولار وسندات الخزانة الأمريكية. واتهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بالتقاعس، ونعته بـ"السيد المتأخر" و"الفاشل الكبير"، ما أطلق موجة انتقادات عنيفة طالت استقلالية البنك المركزي. ودفع هذا الهجوم الدولار إلى أدنى مستوياته أمام سلة من العملات منذ مارس 2022، قبل أن يعاود الصعود بنسبة 0.2% بعد ظهر الثلاثاء. وحذّر صندوق النقد الدولي من أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب تمثل "صدمة سلبية كبرى" للاقتصاد العالمي، وخفّض توقعاته للنمو في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والعالم. وافتتحت الأسواق الأمريكية تعاملات الثلاثاء على ارتفاع، واستعادت معظم خسائر اليوم السابق، حيث ارتفع مؤشرا داو جونز وستاندرد آند بورز 500 وناسداك بأكثر من 2.5%. وأغلقت الأسواق الأوروبية على مكاسب طفيفة، إذ صعد مؤشر فايننشال تايمز 100 في لندن بنسبة 0.6%، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من أسبوعين، وارتفع مؤشرا داكس الألماني وكاك الفرنسي بنسبة 0.5%. وأُغلقت عدد من الأسواق الآسيوية مثل مؤشر نيكاي الياباني على انخفاض طفيف. بدوره، طمأن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت المستثمرين، متوقّعاً تراجع التوترات التجارية مع الصين ما ساهم في تهدئة المخاوف ودفع الأسواق للصعود. وأشار رَس مولد، مدير الاستثمار في شركة "إيه جي بيل"، إلى أن تصريحات ترامب المستمرة والتي تهدد استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، أضعفت الدولار وسندات الخزانة والأسهم الأمريكية خلال الليل. وأضاف أن أي خطوة من الإدارة الأمريكية لعزل باول قبل نهاية ولايته قد تؤدي إلى رد فعل قوي في الأسواق، وسط مخاوف من تداعيات محتملة على التضخم. واستقر الجنيه الإسترليني نسبياً بعد أن سجل في وقت سابق أعلى مستوياته منذ سبعة أشهر عند 1.3423 دولار. وحذّر ستيفن إينيس، الشريك الإداري في شركة "SPI" السويسرية لإدارة الثروات، قائلاً: "القضية تتجاوز صراع ترامب مع باول؛ إنها إنذار خطير يشمل كافة جوانب السياسات المالية والنقدية ويعكس تآكلاً في الثقة".