عرب لندن
وجّه عمدة لندن، صادق خان، دعوة للمستثمرين الدوليين إلى توجيه استثماراتهم نحو العاصمة البريطانية، واصفًا إياها بأنها "منارة استقرار" مقارنةً بما وصفه بـ"التقلبات السياسية" التي تشهدها الولايات المتحدة في ظل رئاسة دونالد ترامب.
وفي تصريحات أدلى بها لصحيفة “فاينانشال تايمز” Financial Times يوم الخميس، شدد خان على أن لندن تمثل وجهة أكثر جاذبية للاستثمار نظرًا لما تتمتع به من تنوع ثقافي وقيم ليبرالية، فضلًا عن مكانتها الرائدة في مجالات التعليم، والثقافة، والتكنولوجيا، والخدمات المالية.
وصرح خان: "نناشد المستثمرين الدوليين الذين يدركون أن لندن توفر بيئة مستقرة وآمنة مقارنةً بالتقلبات السياسية المتزايدة في الولايات المتحدة"، في إشارة ضمنية إلى الإدارة الأمريكية الحالية.
وواصل: "لدينا منظومة عالمية المستوى تمتد من جامعاتنا المرموقة إلى قطاعنا الإبداعي الحيوي، إلى جانب شركات التقنية والخدمات المالية. هذا بالإضافة إلى قيمنا الليبرالية، واحتضاننا للتنوع باعتباره مصدر قوة لا تهديد".
ويُنظر إلى تصريحات خان باعتبارها انتقادًا مبطنًا لسياسات ترامب، لا سيما في قضايا تتعلق بالتنوع والمساواة والاندماج. وقد توترت العلاقة بين الطرفين منذ الولاية الأولى لترامب، الذي سبق له أن وصف خان بـ"الفاشل تمامًا".
وتأتي تصريحات عمدة لندن في وقت تتخذ فيه إدارة ترامب مواقف اقتصادية متشددة، كان آخرها تمسكها بتعريفات جمركية شاملة على واردات الاتحاد الأوروبي، بعد أن أيدت محكمة أمريكية صلاحيات الرئيس في هذا الصدد.
كما أعلن ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على جميع واردات الاتحاد الأوروبي، في خطوة من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل.
وفي المقابل، يسعى زعيم حزب العمال كير ستارمر إلى تجنب تداعيات تلك السياسات على الاقتصاد البريطاني، إذ تفاوض على اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة والهند والاتحاد الأوروبي، بهدف حماية قطاعات مثل صناعة الصلب والسيارات من الرسوم الأمريكية.
وفي منشور على منصة X بعد إعادة انتخاب ترامب، أكد خان أن لندن ستظل دائمًا "مؤيدة للمرأة، ومؤيدة للتنوع، ومؤيدة للمناخ، ومؤيدة لحقوق الإنسان".
وكان خان قد صرّح في وقت سابق بأنه تعرض لهجمات شخصية من ترامب بسبب خلفيته العرقية والدينية، قائلًا: "لو لم أكن من هذا اللون، ولو لم أكن مسلمًا ملتزمًا، لما استهدفني ترامب بهذه الطريقة".