عرب لندن

تبدأ وزارة الداخلية البريطانية خلال الأسابيع المقبلة بإخلاء مئات طالبي اللجوء من تسعة فنادق موزعة في مناطق متفرقة من إنجلترا، في خطوة تهدف إلى الحد من الاعتماد على الفنادق كحل مؤقت لإيواء طالبي اللجوء، وسط تصاعد الجدل حول السياسات المتبعة في هذا الملف.

وبحسب ما ورد في موقع “الغارديان” The Guardian، ستشمل الإجراءات فندقًا في قرية داتشيت قرب قلعة وندسور، وذلك على خلفية مزاعم بوجود توترات اجتماعية وعنصرية في المنطقة، بالإضافة إلى فنادق أخرى في ويست ميدلاندز وتشيشاير تعرّضت لاستهداف من قبل جماعات يمينية متطرفة.

وذكرت مصادر حكومية أن فندق مانور في داتشيت، الواقع على بُعد نحو ميل ونصف من القصر الملكي في بيركشاير، سيكون من بين أولى المنشآت التي سيتم إخلاؤها بحلول يوليو المقبل. وقد أثارت تقارير إعلامية بريطانية انتقادات حادة من بعض السكان الذين وصفوا القرية بأنها "تحوّلت إلى جحيم" منذ وصول نزلاء الفندق.

ومن المتوقع أن يُنقل طالبو اللجوء الذين سيُخلى سبيلهم إلى مساكن طويلة الأمد، معظمها شقق أو منازل مشتركة تديرها وزارة الداخلية، في إطار خطة تقول الحكومة إنها تهدف إلى تقليل التكاليف المالية وتحسين الظروف المعيشية لهؤلاء الأشخاص.

وأفاد مصدر رسمي بأن الخطوة تأتي ضمن خطة مستدامة لـ"الخروج التدريجي من استخدام الفنادق المكلفة"، مشيرًا إلى أن 13 فندقًا آخر قد توقفت عن استقبال طالبي اللجوء منذ بداية العام الحالي.

وكان زعيم حزب العمال، كير ستارمر، قد تعهّد خلال حملته الانتخابية بـ"القضاء على فنادق اللجوء" وتوفير مليارات الجنيهات من أموال دافعي الضرائب، في وقت تتصاعد فيه الضغوط على حزبه لمعالجة تراكم طلبات اللجوء.

هذا وتشير تقارير إعلامية إلى أن بعض القرى، مثل داتشيت التي يبلغ عدد سكانها نحو 4800 نسمة، شهدت توترات بسبب تواجد طالبي اللجوء. ونقلت صحيفة التايمز عن أحد العاملين في متجر محلي اتهامه لبعض طالبي اللجوء بإساءة معاملته بسبب ديانته الهندوسية. في المقابل، دافع بعض السكان عن النزلاء، مؤكدين أن معظمهم يمرون بظروف قاسية ويُمنعون من العمل، مما يحدّ من اندماجهم.

وشهد فندق كوفنتري هيل، الذي يُؤوي نحو 319 شخصًا، عدة احتجاجات من جماعات يمينية، بينها "بريطانيا أولًا"، حيث أُدين أحد المشاركين بالاعتداء على حارس أمن في 2020. كما اقتحم نشطاء من الحركة ذاتها فندقًا آخر في تشيشاير كان يُستخدم كمركز إيواء، وقاموا بتصوير لاجئين وهم يختبئون في غرفهم.

وتشمل قائمة الفنادق المقرر إخلاؤها أيضًا فندق "بيست ويسترن كامبريدج بار هيل"، الذي استضاف ما يصل إلى 272 طالب لجوء، وفندق "آيكون" في لوتون، و"دورشيستر" في هال، و"إمباسي" في غيتسهيد، و"إيزي هوتيل" قرب هيلينغدون، بالإضافة إلى فندق لم يُكشف عن اسمه في وسط لندن.

ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” BBC، كان عدد الفنادق المستخدمة لإيواء طالبي اللجوء خلال الانتخابات العامة الماضية 213، وارتفع لاحقًا إلى 218 في ديسمبر الماضي.

وأكد مصدر في وزارة الداخلية أن تقليص الاعتماد على الفنادق بات ممكنًا بفضل تسريع معالجة طلبات اللجوء وزيادة وتيرة عمليات الترحيل لمن لا يحق لهم البقاء.

وقال المصدر: "نعيد تنظيم النظام الفوضوي الذي ورثناه، ونوفّر أماكن إقامة بديلة أرخص، مع ضمان حماية خاصة للعائلات والأطفال".

كما علّق مصدر في حزب العمال قائلاً: "ندرك أن الفنادق ليست الخيار الأفضل للأطفال والأسر الهشة، ومن الصواب أن تكون الأولوية لنقلهم إلى أماكن أكثر استقرارًا".

وتُظهر الأرقام الرسمية أن قرابة 7000 طالب لجوء دخلوا المملكة المتحدة عبر القناة الإنجليزية في قوارب صغيرة منذ بداية العام، بينما تجاوز عددهم 36 ألف شخص خلال عام 2024.

السابق شرطة لندن تتنكر بزي أبطال خارقين للإيقاع ببائعي الشوارع!
التالي الموت الرحيم يثير الجدل مجددًا: الإفراج عن طبيبة قتلت والدها المريض بالسرطان