عرب لندن
أُفرِج عن طبيبة بريطانية خنقت والدها المريض بمرض عضال بعد صدور حكمٍ مع وقف التنفيذ بحقها، في قضية أثارت جدلاً واسعاً حول حدود الموت الرحيم في المملكة المتحدة.
أفادت صحيفة "الغارديان" The Guardian أن محكمة "أوكسفورد كراون" أصدرت حكمًا بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ بحق الدكتورة ليزا دافنبورت (55 عامًا)، بعد إدانتها بتهمة القتل غير العمد، وذلك على خلفية إنهائها لحياة والدها باري دافنبورت (88 عامًا) في أكتوبر 2022، مستخدمةً وسادة أثناء رعايتها له في منزله الواقع في بانبري بمقاطعة أوكسفوردشاير.
وقال القاضي نيل ليندن في حيثيات الحكم إنه اعتمد "نهجًا رحيمًا"، مشيرًا إلى أن دوافع المتهمة كانت نابعة من رغبتها في "تخفيف معاناة والدها الذي كان يحتضر".
وأظهرت التحقيقات أن الضحية كان يعاني من سرطان البنكرياس في مراحله النهائية، وقد قضى ساعاته الأخيرة وهو يتألم بشدة. وأفادت المحكمة أن ليزا، التي عملت طبيبة، كانت تقدم الرعاية لوالدها بانتظام، وأن وفاته لم تُثر في البداية أي شبهات جنائية نظرًا لوضعه الصحي المتدهور.
وصرّح جون برايس، ممثل الادعاء العام، أن الجريمة لم تُكتشف إلا بعد أن اعترفت دافنبورت لجارة وصديقة لوالدها، ثم لاحقًا لمديرة المجمع السكني، التي أبلغت الشرطة.
وقال برايس: "لو لم تعترف بما فعلته، لكان من المحتمل أن تُسجل الوفاة على أنها طبيعية"، وأضاف: "كانت ابنة مخلصة قدمت لوالدها المحتضر أقصى درجات الرعاية، إلا أنها اختارت في لحظة مؤلمة إنهاء حياته".
وتأتي هذه القضية بالتزامن مع مناقشات برلمانية مستمرة حول مشروع قانون يُتيح الموت الرحيم للمرضى المصابين بأمراض عضال، ممن لا يُتوقع شفاؤهم في غضون ستة أشهر، ضمن ضوابط وإجراءات قانونية محددة.
القاضي ليندن اختتم الجلسة بقوله: "اتخذتُ هذا القرار استنادًا إلى ظروف استثنائية ومخففة للغاية، تتعلق بدوافعك الإنسانية وواقع معاناة والدك في أيامه الأخيرة".