عرب لندن

يُتوقع أن يشهد قطاع الطيران تحولًا جذريًا في المستقبل القريب، مع تطبيق قواعد جديدة قد تقضي على بطاقات الصعود الورقية ومكاتب تسجيل الوصول التقليدية، وهو ما يثير تساؤلات حول الأمان والخصوصية. 

ووفقًا لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، من المقرر أن تبدأ هذه التغييرات في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام، مما سيُحدث أكبر تحول في قطاع السفر الجوي منذ خمسين عامًا.

وبحسب ما ورد في موقع "ميرور" Mirror، ستتيح القواعد الجديدة للمسافرين تحميل جوازات سفرهم على هواتفهم المحمولة واستخدام تقنية التعرف على الوجه للمرور عبر بوابات المغادرة، مما يسهم في تسريع إجراءات السفر بشكل غير مسبوق.

ويعزز هذا التطور تجربة السفر، حيث سيصبح استخدام مكاتب تسجيل الوصول التقليدية، بالإضافة إلى تسليم بطاقة الصعود إلى الطائرة وجواز السفر، من الماضي. وبدلاً من ذلك، سيحصل الركاب على "بيانات سفر رقمية" عبر هواتفهم الذكية، تحتوي على جميع المعلومات الضرورية للصعود إلى الطائرة، مما يسهم في تقليص وقت الانتظار وتحسين كفاءة العمليات داخل المطار.

هذا وتستعد شركات الطيران للاستفادة من هذه التقنية لتسريع عمليات تسجيل الوصول وتقليل فترات الانتظار في المطارات، وهو ما يُتوقع أن يحظى بشعبية واسعة بين المسافرين الدائمين والمسافرين لقضاء العطلات. 

فاليري فيالي، مديرة إدارة المنتجات في شركة "أماديوس" لتكنولوجيا السفر، أكدت لصحيفة "التايمز" أن هذه التغييرات هي "الأكبر منذ 50 عامًا"، مشيرة إلى أن آخر تحديث واسع النطاق كان في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين مع اعتماد التذاكر الإلكترونية.

وقالت فيالي: "لقد كانت أنظمة شركات الطيران ثابتة لعدة عقود، والآن حان الوقت للتحديث إلى أنظمة مرنة وأكثر تكاملاً تشبه ما تستخدمه منصات التجارة الإلكترونية الكبرى مثل أمازون". بدلاً من الأنظمة المعزولة، ستكون هناك عملية موحدة تشمل الحجز والتسجيل في نظام واحد.

وستتضمن "بطاقة السفر الرقمية" التي ستُطلقها منظمة الإيكاو مجموعة من الوثائق اللازمة للصعود إلى الطائرة، مثل جواز السفر وتفاصيل الرحلة. سيقوم المسافرون بتنزيل "تصريح الرحلة" عند حجز رحلاتهم، الذي سيُحدّث تلقائيًا في حال حدوث تأخير أو إلغاء، مع إمكانية ربطه بشركات تأجير السيارات لتجنب الرسوم الإضافية.

وعلى الرغم من التقدم الكبير في التكنولوجيا، تبقى هناك مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمان. حيث أكدت منظمة الإيكاو أن بيانات الركاب سيتم مسحها خلال 15 ثانية من كل نقطة فحص في المطار، ولن يتم تخزين أي معلومات ممسوحة ضوئيًا في أنظمة الكمبيوتر. ومع ذلك، فإن الحوادث التقنية مثل تعطيل خدمات مايكروسوفت في يوليو الماضي، والتي تسببت في توقف الرحلات الجوية، تُثير القلق بشأن الاعتماد الكامل على هذه الأنظمة في المستقبل.

هذا وتسعى العديد من شركات الطيران الكبرى مثل الخطوط الجوية البريطانية، والخطوط الجوية الفرنسية-KLM، وفين إير، والخطوط الجوية السعودية لاختبار هذه التقنية الجديدة. وتعمل هذه الشركات على تطوير "مجموعة أدوات التجربة الرقمية" لتلبية احتياجات المسافرين الرقميين وتقديم تجارب سفر أكثر سلاسة وراحة.

وبينما تسعى هذه الشركات لتطبيق هذه التكنولوجيا، ستواجه المطارات تحديات كبيرة في تركيب بنية تحتية متكاملة لدعم تقنية التعرف على الوجه في جميع مبانيها. وفي هذا السياق، تعمل وزارة الداخلية البريطانية على دراسة إمكانية إدخال بوابات إلكترونية مزودة بتقنية التعرف على الوجه، مما قد يُلغي الحاجة إلى جواز السفر تمامًا.

إلا أن تطبيق هذه الأنظمة يتطلب وقتًا طويلاً وجهودًا كبيرة لضمان فعالية وسلامة العملية، وهو ما يطرح تساؤلات حول إمكانية تحقيق هذا التحول في المستقبل القريب.

السابق أب لثلاثة أطفال يفقد حياته نتيجة خطأ في تشخيص تسمم الدم على أنه كوفيد-19
التالي مهرجانات عيد الفطر تعود إلى لندن في ثلاث مناطق مختلفة