عرب لندن
تشهد الساحة السياسية البريطانية تفاؤلًا متزايدًا بإمكانية قبول الحكومة مقترحًا جديدًا لتنقل الشباب بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك بعد طرحه ضمن توصيات وفد الشراكة البرلمانية المشتركة الذي يضم نوابًا من الجانبين، لكن تحت مسمى "خطة فرص الشباب" بدلًا من "خطة تنقل الشباب".
ووفقًا لما أورده موقع "الإندبندنت" Independent، تهدف الخطة الجديدة إلى تسهيل تنقل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا، بما فيهم المتدربون، للعمل أو الإقامة المؤقتة لمدة تصل إلى عامين في دول الاتحاد الأوروبي أو المملكة المتحدة، وذلك وفق نموذج مشابه للاتفاقيات المبرمة بين بريطانيا وعدد من الدول مثل أستراليا، ونيوزيلندا، وكوريا الجنوبية.
وترى جمعية الشراكة البرلمانية أن الصياغة الجديدة قد تُسهّل تمرير الخطة سياسيًا، بعدما شكّل استخدام مصطلح "التنقل" سابقًا عقبة أمام قبولها، بسبب مخاوف من استغلالها كدليل على نية حزب العمال استعادة حرية التنقل مع أوروبا.
ووفقًا لاستطلاع للرأي أجرته شركة "يوجوف" YouGov وشمل نحو 15 ألف مشارك، يحظى المقترح بدعم واسع بين البريطانيين، إذ أيده 66%، بينما عارضه 18% فقط. حتى في دائرة "كلاكتون" الانتخابية، المعروفة بتأييدها الشديد للـ"بريكست"، أبدى 57% دعمهم للفكرة مقابل 25% معارضة.
وقال اللورد بيتر ريكيتس، الدبلوماسي البريطاني السابق وعضو الوفد البرلماني المشترك: "يبدو أن كلمة ’التنقل‘ تُشكّل عائقًا سياسيًا لأنها تُثير أفكارًا حول حرية التنقل، رغم أن هذا ليس مطروحًا"، مضيفًا أن اسم "فرص الشباب" أكثر قبولًا لدى الحكومة.
وأكد ريكيتس أن النواب البرلمانيين مهتمون بمنح الشباب فرصًا ملموسة أكثر من الانشغال بالمصطلحات، وهو ما يتقاطع مع تصريحات حزب الديمقراطيين الليبراليين، الذين اعتبروا أن التطورات الأخيرة تمثل انتصارًا لمطالبهم.
وقال جيمس ماكليري، المتحدث باسم الحزب في شؤون أوروبا، إن المملكة المتحدة "بحاجة إلى توفير برامج عمل وسكن للشباب في أوروبا، تمامًا كما هو الحال مع شركائنا في أستراليا واليابان"، معربًا عن أمله في طرح خطط ملموسة قبل قمة بريطانيا والاتحاد الأوروبي المرتقبة في مايو.
من جانبه، وصف الدكتور مايك جالسوورثي، رئيس الحركة الأوروبية، البرنامج المقترح بأنه "طال انتظاره"، مؤكدًا أنه يمكن أن يمنح الحكومة "زخمًا سياسيًا إيجابيًا" في الداخل والخارج.
وفي تعليق رسمي، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية: "ليست لدينا خطط لاتفاق تنقل الشباب. نحن نركز على إعادة هيكلة العلاقة مع الاتحاد الأوروبي بما يعزز أمن وازدهار المملكة المتحدة"، مضيفًا: "سننظر في مجموعة المقترحات الواردة في التقرير، لكننا أكدنا مرارًا أننا لن نعود إلى حرية التنقل أو الاتحاد الجمركي أو السوق الموحدة".