عرب لندن
في خطوة جديدة تؤكد اتساع الفجوة بين الملياردير إيلون ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبّر الرئيس التنفيذي لشركتي "تسلا" و"سبيس إكس" عن رفضه الصريح للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، داعيًا إلى إنشاء منطقة تجارة حرة بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وخلال مشاركته في فعالية افتراضية نظّمها نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني، قال ماسك: "آمل أن تتمكن الولايات المتحدة وأوروبا من إقامة شراكة وثيقة للغاية، وأعتقد أنه من المثالي أن يتفق الجانبان على الانتقال إلى وضعية صفر رسوم جمركية، بما يشبه منطقة تجارة حرة بين أوروبا وأميركا الشمالية".
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد فقط من إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة، تبلغ 20% على واردات الاتحاد الأوروبي، وضرائب أعلى على دول أخرى، فيما وصفه بـ"يوم التحرير"، متعهّدًا بفرض رسوم تصل إلى 50% على بعض الشركاء التجاريين.
ويعكس موقف ماسك تباينًا ملحوظًا عن سياسة "الانعزالية الاقتصادية" التي يتبنّاها ترامب، وقد تزامن مع إعلان الملياردير عن استقالته من "إدارة كفاءة الحكومة" (DOGE) التي أسّسها ترامب مؤخرًا، ما أثار تساؤلات حول وجود خلافات عميقة في السياسات الاقتصادية بين الجانبين.
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض حاول التقليل من أهمية استقالته، واعتبرها ضمن الخطة الأصلية، إلا أن توقيتها بالتزامن مع انتقاداته الصريحة للسياسات الجمركية أثار شكوكًا بوجود خلافات استراتيجية.
وقد خسر ماسك مليارات الدولارات من ثروته بعد التراجع الحاد في الأسواق الأميركية بسبب الإعلان عن الرسوم، حيث شهدت المؤشرات أسوأ أسبوع تداول منذ خمس سنوات، مع هبوط "داو جونز" أكثر من 250 نقطة، و"ناسداك" بأكثر من 400 نقطة.
ولم يتردد ماسك في مهاجمة المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو، الذي دافع عن سياسة الرسوم في لقاء تلفزيوني. وكتب ماسك على منصته "إكس": "حصولك على دكتوراه في الاقتصاد من هارفارد ليس أمرًا جيدًا... يؤدي إلى مشكلة تضخم الأنا على حساب العقل"، مضيفًا ردًا على تعليق: "هو لم يبنِ شيئًا في حياته".
ورغم محاولة نافارو تبرير الرسوم الجمركية بالإشارة إلى مشاكل مثل التلاعب بالعملة والإعانات الزراعية وانتهاكات حقوق الملكية الفكرية، إلا أن ماسك واصل هجومه حتى ساعات متأخرة من الليل، حيث أيّد صورة ساخرة تقول: "في كل كارثة أميركية، دائمًا ما تجد رجلًا من هارفارد في قلبها".
وقد أثارت مواقف ماسك الجديدة انقسامًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر البعض عن استغرابهم من الخلاف المفاجئ بينه وبين ترامب، متسائلين إن كان ذلك تلميحًا لانشقاق سياسي حقيقي بين الرجلين.
وكان ترامب قد أوضح أن الرسوم الجديدة تأتي على أساس "معاملة بالمثل"، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يفرض رسومًا بنسبة 39% على المنتجات الأميركية، ولذلك ستُفرض عليه رسوم بنسبة 20%.
فيما حصلت بريطانيا على معاملة أخف بنسبة 10%، بسبب التزامها برسوم منخفضة، بينما ستُفرض على الصين رسوم تصل إلى 34% بسبب التلاعب بالعملة.
واختتم ترامب خطابه بالقول: "يا أبناء وطني، هذا يوم التحرير... سنبدأ بفرض رسوم تاريخية على الدول التي استغلتنا تجاريًا لعقود