عرب لندن

في خطوة تهدف إلى تقليص حجم الدولة، أعلن حزب العمال عن خطط لإلغاء عشرات الهيئات شبه الحكومية المنتشرة في وايتهول، في إطار جهود إعادة هيكلة الدولة وتقليص البيروقراطية. وقد وجه بات ماكفادن، مستشار دوقية لانكستر، رسالة إلى الوزراء يطلب منهم تبرير عمل الهيئات التي تشرف عليها وزارتهم، على أن يُغلق العديد منها في وقت لاحق من هذا العام.

ووفقًا لصحيفة “ التلغراف” Telegraph، فإن بعض الهيئات قد تُلغى من خلال تشريع، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن أولى الهيئات التي سيتم إلغاؤها هذا الأسبوع. وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان السير كير ستارمر عن خطط لإلغاء هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، أكبر هيئة شبه حكومية في العالم، لإعادة اختصاص سياسة الرعاية الصحية إلى وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية.

وطالب ماكفادن الوزراء بتحمل مسؤولية أكبر في مجالات سياساتهم، مشددًا على أنه لا يجب تكليف الهيئات المستقلة باتخاذ قرارات ذات "أهمية وطنية" إلا إذا كان ذلك مفروضًا بموجب القانون. وأوضح أن إنشاء هيئات مستقلة تحت إشراف الوزارات لا يعد سببًا كافيًا لوجودها إذا كانت تعمل على تكرار مهام الجهات الحكومية.

وفي إطار هذه المراجعة، يسعى مكتب مجلس الوزراء إلى إلغاء العديد من الهيئات شبه الحكومية عبر تشريع جديد. وقال ماكفادن: "نحن نتخذ إجراءات لضمان أن تُتخذ القرارات الوطنية التي تؤثر على الجميع في هذا البلد من قِبل أولئك الذين انتُخبوا للقيام بذلك".

تتزامن هذه الخطوات مع التحديات المالية التي تواجهها الحكومة، حيث تدرس وزيرة المالية، راشيل ريفز، فرض زيادات ضريبية أو تقليص الإنفاق الحكومي من أجل الالتزام بالقيود المالية التي تنص على ضرورة خفض الدين العام كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي خلال خمس سنوات.

هذا وصرح السير كير ستارمر أنه يعتزم تقليص البيروقراطية والنفقات الحكومية غير الضرورية، وذلك من خلال تقليص عدد اللوائح والهيئات الاستشارية في المملكة المتحدة. وقد أطلق عليه البعض اسم "مشروع المنشار" في إشارة إلى خطة إيلون ماسك لتقليل الإنفاق الحكومي في الولايات المتحدة.

وعلى عكس ماسك، لم يحدد ستارمر عدد الهيئات التي سيتم إلغاؤها، لكنه أشار إلى أن جميع الهيئات البالغ عددها 300 في بريطانيا ستكون محل مراجعة بموجب الخطط الجديدة.

وأثار إعلان إلغاء هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا مخاوف واسعة بين موظفي الخدمة المدنية، الذين يخشون فقدان وظائفهم. وقال ويس ستريتنج إن إعادة الهيكلة قد تؤدي إلى تسريح آلاف الموظفين، نظرًا لتكرار بعض وظائفهم بين الهيئة ووزارة الصحة.

ومن المتوقع أن يتم نقل العديد من العاملين في الهيئات شبه الحكومية إلى الدوائر الحكومية، في إطار هذه المراجعة التي تهدف إلى تحقيق كفاءة أكبر في إدارة الموارد الحكومية.

السابق تصاعد الغضب في برمنغهام مع استمرار إضراب عمال النفايات: 'نحن في إنجلترا، لا في دول العالم الثالث'
التالي إيلون ماسك ينشق عن ترامب بشأن الرسوم الجمركية ويعلن عن معارضته