عرب لندن
تنفق المجالس المحلية في المملكة المتحدة أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني أسبوعياً على رعاية الأطفال طالبي اللجوء الذين يصلون إلى البلاد بمفردهم، في ظل تزايد الأعداد وارتفاع التكاليف.
وكشفت بيانات رسمية أن تكلفة رعاية هؤلاء الأطفال بلغت 286 مليون جنيه إسترليني العام الماضي، بزيادة 20% عن العام السابق الذي سجل 240 مليون جنيه، وأكثر من ثلاثة أضعاف ما تم إنفاقه قبل عشر سنوات، حيث بلغت التكلفة آنذاك 78 مليون جنيه.
كما أظهرت إحصاءات وزارة الداخلية أن الصيف الماضي شهد ارتفاعاً قياسياً في عدد الأطفال غير المصحوبين الذين تقدموا بطلبات لجوء، بمعدل 100 طلب جديد أسبوعياً.
ووفقاً لما نقلته صحيفة التليغراف "Telegraph" تشير أحدث الأرقام إلى أن المجالس المحلية ترعى حالياً نحو 7,500 طفل غير مصحوب، مقارنة بـ 4,000 طفل فقط قبل ثلاث سنوات. ويشمل الدعم المقدم لهؤلاء الأطفال تأمين السكن، سواء في دور رعاية أو لدى أسر حاضنة، إلى جانب الرعاية الصحية والتعليم والدعم النفسي.
وعند بلوغهم سن 18، تظل بعض المجالس مسؤولة عنهم، حيث قد تتحمل تكاليف معيشتهم أثناء دراستهم الجامعية. وتُعد تكاليف السكن أكبر بند في ميزانية الرعاية، إذ يقيم بعض هؤلاء الأطفال في دور رعاية متخصصة، بينما يعاني آخرون من مشكلات جسدية أو نفسية قد تتجاوز تكلفة علاجها 100 ألف جنيه سنوياً.
لا يقتصر العبء المالي على المناطق التي تستقبل أعداداً كبيرة من الأطفال غير المصحوبين، مثل كِنت وكرويدون في لندن، بل يشمل أيضاً مناطق أخرى تضم مطارات وموانئ أو محطات استراحة يستخدمها اللاجئون عند النزول من الشاحنات.
وتقوم وزارة الداخلية بتعويض المجالس المحلية عن إنفاقها على الأطفال دون 18 عاماً بمبالغ تتراوح بين 114 و143 جنيهاً يومياً. ومع ذلك، تؤكد المجالس أن هذه التعويضات لا تغطي التكاليف الفعلية لرعايتهم.
وفي هذا السياق، صرح متحدث باسم جمعية الحكومات المحلية قائلاً: “تسعى المجالس لضمان حصول كل شاب في رعايتها على أفضل دعم ممكن، لكن التكاليف تفوق التمويل الذي تقدمه وزارة الداخلية. ينبغي على الحكومة في المراجعة القادمة للإنفاق تخصيص ميزانية كافية لضمان تقديم الرعاية اللازمة لهؤلاء الأطفال.”
وأثار الدعم المقدم للأطفال غير المصحوبين جدلاً واسعاً، خاصة بعد اكتشاف حالات لأفراد بالغين ادّعوا أنهم قصر للاستفادة من المزايا المخصصة لهم.
وعلّق ألب محمد، رئيس منظمة "ميغريشن ووتش" لمراقبة الهجرة، قائلاً: "هذه مبالغ ضخمة وستواصل الارتفاع. الحقيقة أن الشباب الذكور يجدون سهولة كبيرة في دخول المملكة المتحدة بشكل غير قانوني وطلب اللجوء كقصّر غير مصحوبين. وعادةً ما يُمنحون فائدة الشك حتى لو كان مظهرهم لا يتناسب مع أعمارهم المزعومة، وهذا يشكل خطراً."
ومن جهتها، أكدت وزارة الداخلية أن "سلامة ورفاهية الأطفال طالبي اللجوء غير المصحوبين أولوية قصوى"، مشيرةً إلى أن تأمين أماكن رعاية مناسبة لهم يمثل تحدياً يتطلب تعاون المجالس المحلية في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، مع توفير دعم مالي إضافي لمساعدتها في تحمل هذه المسؤولية.