عرب لندن 

لقي شخص مصرعه أثناء محاولته عبور القنال الإنجليزي - بحر المانش-  في قارب صغير غرق قبالة سواحل كاليه، فيما تمكنت السلطات الفرنسية من إنقاذ 69 شخصًا آخرين خلال ما وصفته بليلة مزدحمة بمحاولات العبور.

وبدأت المياه في التسرب إلى القارب قبل أن تتدخل سفينة البحرية الفرنسية "Abeille Normandie" لإنقاذ جميع من كانوا على متنه، والبالغ عددهم 70 شخصًا، حيث تبين أن نصفهم فقط كانوا يرتدون سترات النجاة. 

كما شاركت مروحية "Dauphin" التابعة للبحرية الفرنسية في عملية الإنقاذ.

وأوضحت السلطات أن شخصين كانا فاقدين للوعي عند انتشالهما على متن السفينة، حيث تم إنعاش أحدهما، بينما تم نقل الآخر جوًا إلى المستشفى، حيث أُعلن لاحقًا عن وفاته.

وتعد هذه الحادثة رابع حالة وفاة على الأقل هذا العام لمهاجرين يحاولون عبور القناة في قوارب صغيرة. ففي 11 يناير، يُعتقد أن شابًا سوريًا في العشرينيات من عمره توفي سحقًا داخل قارب مكتظ انهار بعد انطلاقه من سانغات. 

كما تم العثور على جثتين في 10 فبراير بعد محاولة سباحة فاشلة للوصول إلى قارب صغير.

ورغم خطورة العبور، عبر أكثر من 1,500 شخص القناة هذا العام في قوارب صغيرة، من بينهم ثلاثة أشخاص صنعوا قاربهم الخاص وتمكنوا من الوصول إلى المملكة المتحدة في 10 فبراير.

وفي ظل استمرار هذه المحاولات، أطلقت الحكومة البريطانية مبادرات تهدف إلى "تفكيك" النموذج التجاري للمهربين الذين ينظمون هذه الرحلات.

وبحسب الإحصائيات، عبر 36,816 شخصًا القناة العام الماضي، في انخفاض عن الرقم القياسي المسجل في 2022، والذي بلغ 45,755 شخصًا. 

ومنذ بدء عبور القوارب الصغيرة في 2018، تجاوز عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة عبر هذه الطريقة 150,000 شخص.

وحذرت السلطات البحرية الفرنسية من أن القنال الإنجليزي يشكل خطرًا كبيرًا في فصل الشتاء، حيث يعد من أكثر الممرات الملاحية ازدحامًا، إضافة إلى الظروف الجوية القاسية التي تجعل من عبور القوارب الهشة والمكتظة مغامرة قاتلة.

من جهتها، انتقدت منظمة "Utopia 56"، وهي منظمة فرنسية تدعم المهاجرين في شمال فرنسا، سياسات الحكومة التي تهدف إلى منع عبور القوارب الصغيرة، ووصفت وفاة المهاجر يوم السبت بأنها "نتيجة مؤذية" لهذه السياسات.

في المقابل، شددت وزارة الداخلية البريطانية على موقفها الحازم ضد المهربين، حيث قال متحدث باسم الوزارة: "نحن جميعًا نريد إنهاء عمليات العبور الخطيرة بالقوارب الصغيرة، والتي تهدد الأرواح وتقوض أمن حدودنا. المهربون لا يهتمون بما إذا كان الأشخاص الذين يستغلونهم يعيشون أو يموتون، طالما أنهم يحصلون على أموالهم. لن نتوقف عن تفكيك شبكاتهم الإجرامية وتقديمهم للعدالة".
 

السابق موظفة تربح دعوى ضد المكتبة البريطانية بسبب الضوضاء وتحصل على تعويض!
التالي بريطانيا: المجالس المحلية تنفق 5 ملايين جنيه أسبوعياً على رعاية طالبي اللجوء القصر