بريطانيا تطلق برنامجًا مبتكرًا للكشف المبكر عن السرطان باستخدام الذكاء الاصطناعي

عرب لندن 

أعلنت الحكومة البريطانية عن إطلاق مشروع مبتكر يهدف إلى استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للكشف عن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسرطان في مختلف أنحاء المملكة المتحدة. 

وسيجمع المشروع، المدعوم من الحكومة، والذي يحمل اسم "برنامج الكشف المدفوع بالبيانات للسرطان"، بيانات السكان والسجلات الطبية لتحديد الأفراد الذين يعانون من مخاطر عالية للإصابة بالسرطان. الهدف من المشروع هو تحسين طرق تشخيص ومعالجة المرضى داخل هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS).

وحسب ما ذكرته صحيفة ميرور "Mirror" يتضمن البرنامج ربط السجلات الصحية، علم الجينات، التاريخ العائلي، البيانات السكانية والسلوكية، من أجل تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بمن هم الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان.

كما يهدف إلى تقديم فحوصات دورية طوال حياة الأشخاص الذين يُعتبرون في فئة الخطر، بالإضافة إلى تسريع إحالتهم إلى المتخصصين إذا ظهرت عليهم أي أعراض للمرض.

وفي تعليقه على المشروع، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: "بريطانيا ستصبح واحدة من القوى العظمى في مجال الذكاء الاصطناعي"، مؤكدًا أن الحكومة ستستغل هذه التقنية المتقدمة وبيانات ضخمة لتحسين الوقاية والعلاج من الأمراض.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي سيصبح أداة أساسية لتحسين جودة الرعاية الصحية في المملكة المتحدة.

ويهدف البرنامج الجديد إلى التصدي لتحديات تشخيص السرطان في مراحله المبكرة، حيث يُكتشف 54.4% فقط من الحالات في إنجلترا في المراحل الأولى، وهي المراحل التي يكون العلاج فيها أكثر فعالية. 

وتسعى هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى زيادة هذه النسبة إلى 75% بحلول عام 2028، لكن البرنامج يواجه تحديات كبيرة لتحقيق هذا الهدف.

وأكد البروفيسور أنطونيس أنطونيو، مدير المشروع من جامعة كامبريدج، أن “العثور على الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من أعراض غير واضحة، يشكل تحديًا كبيرًا”. 

وأضاف "لكن بفضل البيانات الضخمة المتوفرة في المملكة المتحدة والأدوات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي، نمتلك فرصًا غير مسبوقة لربط هذه البيانات واكتشاف مؤشرات قد تساعد في الكشف المبكر والوقاية من السرطان".

وسيحصل البرنامج على تمويل بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني من مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، المعهد الوطني للصحة والرعاية، ومجلس بحوث الهندسة والعلوم الفيزيائية.

وسيُستخدم هذا التمويل خلال السنوات الخمس القادمة لبناء البنية التحتية اللازمة لربط البيانات، بالإضافة إلى تدريب علماء جدد على استخدام النماذج المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.