عرب لندن

كشفت صحيفة "التلغراف" The Telegraph عن خطط إصلاحية جديدة أصدرتها الحكومة البريطانية لتحديث هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، تتضمن إجراءات تهدف إلى تحسين كفاءة العمليات الجراحية. ومع ذلك، قد تثير هذه الخطط جدلاً واسعًا، إذ من المتوقع أن تؤدي إلى تأخير حصول المرضى البدناء والمدخنين على مواعيد الجراحة.

ووفقًا للتعديلات التي أعلن عنها السير كير ستارمر، لن تُحدد مواعيد العمليات الجراحية إلا للمرضى الذين يتم تقييمهم على أنهم "مؤهلون طبيًا" للمضي قدمًا. وتقتضي هذه التعديلات أن يخضع المرضى الذين يعانون من السمنة إلى برنامج إنقاص وزن يستمر لمدة 12 أسبوعًا، بينما يُشجع المدخنون على الإقلاع عن التدخين قبل إجراء العمليات.

وتهدف هذه الإجراءات إلى تعزيز جاهزية المرضى من خلال "التأهيل المسبق"، حيث تشير خطة الإصلاح إلى أن تحسين لياقة المرضى قبل العمليات يمكن أن يقلل من احتمالات المضاعفات ويحد من إلغاءات الجراحات. وتوضح وزارة الصحة وهيئة الخدمات الصحية الوطنية أن التأهيل المسبق يمكن أن يسهم في زيادة الإنتاجية، فضلاً عن توفير ظروف أفضل للمرضى الذين يحتاجون إلى جراحات اليوم الواحد بدلًا من الإقامة الطويلة بالمستشفيات.

وتشير الأرقام إلى أن الإقلاع عن التدخين قبل أربعة أسابيع فقط من الجراحة يقلل مخاطر المضاعفات التنفسية بنسبة 25%، ومشكلات التئام الجروح بنسبة 30%.

وعلى الرغم من أن النصائح المتعلقة بفقدان الوزن أو الإقلاع عن التدخين لطالما كانت متاحة للمرضى، إلا أن الخطط الجديدة تجعل هذه الإجراءات شرطًا أساسيًا قبل تحديد مواعيد الجراحات غير المتعلقة بحالات السرطان.

ولا تزال معايير التأهيل محددة على أساس كل حالة على حدة، مما يترك مساحة للقرار الطبي الفردي. لكن الانتقادات بدأت تظهر، حيث اعتبر بعض الجراحين أن هذه السياسات قد تكون "مجحفة" بحق بعض الفئات من المرضى.

وفي المقابل، شدد البروفيسور السير ستيفن باويس، المدير الطبي الوطني لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، على أن هذه الخطوات تأتي في إطار خطة إصلاحية تهدف إلى تحسين نتائج العمليات وزيادة الإنتاجية من خلال تقليل المخاطر. وقال: "إن مساعدة المرضى على الاستعداد للجراحة مسبقًا تسهم في بدء رحلة تعافيهم بشكل أفضل".

وتشمل الخطط الإصلاحية أيضًا تقديم مليون موعد إضافي سنويًا، وزيادة عدد مراكز التشخيص والمراكز الجراحية المستقلة لتسريع الإجراءات وتقليل الإلغاءات الناجمة عن حالات الطوارئ.

هذا وأعلن السير كير ستارمر أن هذه الإصلاحات تمثل "إعادة بناء شاملة" للهيئة، مشيرًا إلى أن الخطط تشمل تقليص قوائم الانتظار الطويلة. وأضاف: "نعمل على حماية المبادئ الأساسية للرعاية الصحية المجانية مع المضي قدمًا في تحديث النظام لجعله أكثر كفاءة ومرونة".

وتأمل الحكومة أن تسهم هذه الإجراءات في تقليل عدد المرضى الذين ينتظرون أكثر من 18 شهرًا للعلاج بنحو نصف مليون بحلول مارس 2026، مع إلغاء المتابعات غير الضرورية لتحرير المواعيد وضمان تقديم رعاية أفضل للمناطق المحرومة.

التالي مليون موعد إضافي لمساعدة مرضى "NHS": خطة الحكومة لإنهاء أزمة الانتظار!