تحذيرات طبية مع تضاعف حالات فيروس "HMPV" في الصين وأمريكا
عرب لندن
حذّر خبراء الصحة من تصاعد حالات الإصابة بالفيروس الرئوي البشري المتبدل (HMPV) في الصين، حيث يعاني النظام الصحي من ضغط كبير، بالتزامن مع تقارير عن تضاعف الحالات في الولايات المتحدة. وطالب الخبراء الصين بالشفافية حول تطورات التفشي.
وحسب ما ذكرته صحيفة الديلي ميل "Daily Mail" قللت السلطات الصينية من أهمية مشاهد الاكتظاظ في غرف الطوارئ، التي تداولها المستخدمون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفت العدوى الحالية بأنها "أقل حدة" وأضيق نطاقاً مقارنة بالعام الماضي.
ومع ذلك، أثارت تلك المشاهد مخاوف من تكرار سيناريو تفشي كوفيد-19 في بداياته عام 2019، حينما واجهت الصين انتقادات لتقليلها من خطورة الأزمة في مراحلها الأولى.
ووفقاً للخبراء، يبدو أن التفشي مرتبط بالفيروس الرئوي البشري المتبدل، وهو فيروس يتسبب غالباً في أعراض شبيهة بالزكام، مثل انسداد الأنف، الصداع، القشعريرة، والتعب.
لكنه قد يؤدي إلى أعراض أكثر خطورة، مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي، خصوصاً بين الأطفال، كبار السن، والمرضى أصحاب المناعة الضعيفة.
وأكد الدكتور سانجايا سيناناياكي، أستاذ الطب المساعد في الجامعة الوطنية الأسترالية، على أهمية أن تشارك الصين بيانات دقيقة حول تفشي المرض، بما في ذلك معلومات عن الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
كما شدد على ضرورة تقديم بيانات جينية لتأكيد أن الفيروس الرئوي البشري المتبدل هو السبب الفعلي للتفشي، والتأكد من عدم وجود طفرات جديدة قد تشكل خطراً إضافياً.
وكشفت بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) عن ارتفاع في حالات الإصابة بالفيروس الرئوي البشري المتبدل (HMPV) في الولايات المتحدة.
وتضاعفت نسب الفحوص الإيجابية من بداية ديسمبر إلى نهايته، حيث تم تسجيل نحو 300 حالة إيجابية خلال الأسبوع الأخير من الشهر. ومع ذلك، أكدت CDC أن الوضع "لا يدعو للقلق في الوقت الحالي".
وتشير تعليقات الخبراء إلى تنوع الرؤى حول الفيروس الرئوي البشري المتبدل، حيث أوضح الدكتور أندرو كاتشبول، كبير العلماء في hVIVO، أن معدلات الإصابة الشديدة في الصين قد تكون أعلى من المعتاد بسبب التزامن مع انتشار الإنفلونزا وكوفيد-19.
ومن جهته، أكد البروفيسور جون تريجونينج، خبير علم المناعة في جامعة إمبريال كوليدج لندن، أن الفيروس ليس جديداً، إذ تم اكتشافه لأول مرة في عام 2001، مشيراً إلى احتمال وجوده لفترة أطول قبل ذلك.
أما الدكتورة جيل كار، خبيرة الفيروسات في جامعة فليندرز الأسترالية، فقد شددت على أن الوضع الحالي لا يشبه جائحة كوفيد-19، بفضل المعرفة المسبقة بالفيروس وطرق تشخيصه، مما يحد من احتمالية تفاقمه بشكل مفاجئ.
طرق الانتقال وإجراءات الوقاية
ينتقل HMPV عبر قطرات الجهاز التنفسي الناتجة عن السعال أو العطس، أو من خلال لمس الأسطح الملوثة. توصي السلطات الصحية بتدابير وقائية بسيطة، مثل: