عرب لندن
أشارت أبحاث جديدة، نشرتها صحيفة الغارديان Guardian، إلى أن الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية قد يؤثران سلبًا على الصحة من خلال تغيير مستويات البروتينات في الجسم. ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة نيتشر Nature، تم ربط الشعور بالوحدة بزيادة مستويات بروتينات مرتبطة بالالتهاب ووظائف الجهاز المناعي، مما يرفع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، السكري من النوع الثاني، السكتة الدماغية، وحتى التأثير على معدلات الوفاة.
واستخدم الباحثون بيانات من أكثر من 42 ألف مشارك في مشروع البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، ووجدوا أن مستويات 175 بروتينًا تتأثر بالعزلة الاجتماعية، بينما ترتبط الوحدة ذاتيًا بزيادة مستويات 26 بروتينًا. وأظهرت النتائج أن معظم هذه البروتينات مرتبطة بعمليات الالتهاب، مما يعزز من فهم الصلة بين الوحدة وسوء الحالة الصحية.
وأفاد الباحثون أن خمسة من هذه البروتينات تحديدًا ترتبط بالتأثيرات السلبية للوحدة، بما في ذلك خطر الوفاة وأمراض الدماغ المتعلقة بالعمليات الاجتماعية والعاطفية. وعلى الرغم من أن هذه البروتينات لم تكن السبب في العزلة أو الوحدة، إلا أن الوحدة أثرت بشكل مباشر على مستوياتها. وأوضح الباحثون أن بروتينًا محددًا، مثل ADM، يمكن أن يفسر نسبة تصل إلى 7.5% من الارتباط بين الوحدة والعديد من الأمراض.
وأكدت الدراسة أهمية فهم الآليات البيولوجية للوحدة، حيث أشار البروفيسور ماركو إلوفينيو من جامعة هلسنكي إلى أن العمليات الالتهابية قد تكون جزءًا من التفسير. ومع ذلك، يرى أن السلوكيات غير الصحية المرتبطة بالوحدة، مثل قلة النشاط البدني أو الإفراط في شرب الكحول، قد تكون عوامل أكثر أهمية.
وفي ظل هذه النتائج، يشدد الباحثون على ضرورة تعزيز التفاعل الاجتماعي كجزء من الحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية، مؤكدين أن المجتمع بحاجة إلى اتخاذ خطوات جادة للحد من الآثار الصحية للوحدة والعزلة.