عرب لندن
أظهرت إحصائيات جديدة أن حالات العلاج للسمنة في مستشفيات NHS قد تضاعفت أربع مرات خلال العقد الماضي، مما يعكس تفاقم مشكلة السمنة في بريطانيا.
حيث سجلت "NHS" في عام 2023/24، ما يقارب 1.9 مليون حالة علاج للمرضى المصابين بالسمنة، مقارنة بـ 442,083 حالة في 2013/14. تشمل هذه الحالات 14,010 أطفال ومراهقًا تحت سن 18 عامًا، بزيادة ملحوظة عن 4,655 حالة قبل عشر سنوات.
وتغطي هذه الإحصائيات جميع المرضى الذين شُخِّصُوا بالسمنة، سواء كانت السمنة هي السبب الرئيسي أو الثانوي للمشاكل الصحية. من بين هذه الحالات، كانت السمنة السبب الرئيسي في 11,221 حالة علاج.
ووصف الخبراء هذه الأرقام بأنها "مأساوية"، حيث تعكس فشل الحكومات المتعاقبة في التصدي لأزمة السمنة في بريطانيا، التي تضاعف انتشارها منذ التسعينات.
وأضاف الخبراء أن تفشي السمنة يعود إلى مجموعة من العوامل، مثل تسويق الأطعمة غير الصحية للأطفال وغياب السياسات الفعالة لدعم الوصول إلى غذاء صحي.
من جهتها، أكدت الهيئة الوطنية للصحة والرعاية "Nice" أن السمنة تعد من أكبر التحديات الصحية في بريطانيا، مشيرة إلى أن تكلفة علاج السمنة تقدر بـ 11.4 مليار جنيه إسترليني سنويًا.
ورغم ذلك، تعرضت NHS لانتقادات شديدة بسبب قرارها بتقليص توزيع حقن فقدان الوزن لمعظم مرضى السمنة، حيث قالت NICE إن هذا القرار جاء "لحماية الخدمات الحيوية الأخرى" في ظل ضغوط الميزانية.
وتوصي الهيئة الوطنية للصحة والرعاية (NICE) باستخدام حقن فقدان الوزن للمرضى الذين لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) يزيد عن 35، ويعانون من أمراض مرتبطة بالوزن، وهو ما يشمل حوالي 3.4 مليون شخص في بريطانيا. ومع ذلك، سيتم تخصيص هذه الحقن لـ 220 ألف شخص فقط في السنوات الثلاث القادمة.
في هذا السياق، دافع وزير الصحة البريطاني، ويس ستريتنغ، عن تنفيذ تجارب تجريبية لقياس تأثير حقن فقدان الوزن في تقليل البطالة، مشيرًا إلى أن هذه الحقن قد يكون لها "أثر ضخم" في معالجة السمنة وتعزيز قوة العمل في بريطانيا، خصوصًا في ظل الأبحاث التي أظهرت أن العاملين المصابين بالسمنة يعانون من غيابات مرضية مرتفعة قد تصل إلى الضعف مقارنة بالآخرين.
ومن جهته، قال تام فراي، عضو منتدى السمنة الوطني، إن الأرقام المتعلقة بزيادة حالات العلاج في المستشفيات "تعتبر مأساوية ولكنها متوقعة"، مشيرًا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لهذه المشكلة المتفاقمة، خصوصًا مع التأثير الكبير للسمنة على الأطفال، حيث يدخل نحو 10% من الأطفال المدارس الابتدائية، وهم يعانون من السمنة.
وفي ذات السياق، عبَّرت كاثرين جينر، مديرة تحالف صحة السمنة، عن قلقها من الزيادة في حالات السمنة، مشيرة إلى أن هذه الزيادة تساهم بشكل مباشر في تفشي أمراض مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والمفاصل.
وأكدت على أهمية اتباع نهج شامل لمكافحة السمنة، يشمل تقديم الدعم للأشخاص الذين يعانون منها وزيادة الوعي حول العوامل البيئية التي تساهم في تفشي السمنة.
وأفاد متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بأن الحكومة ملتزمة بمكافحة أزمة السمنة بشكل جذري، من خلال التحول من العلاج إلى الوقاية، وهو جزء من خطة الصحة الوطنية الممتدة لعشر سنوات.