عرب لندن
تخطط الحكومة البريطانية لإحداث ثورة رقمية في نظام الرعاية الصحية في إنجلترا من خلال جعل السجلات الطبية الكاملة، بما في ذلك نتائج الفحوصات ورسائل الأطباء، متاحة للمرضى عبر تطبيق NHS، وفقا لما نقلته "بي بي سي".
ويأمل الوزراء أن تُحدث هذه التغييرات تحولاً كبيرًا في كيفية تفاعل المرضى مع النظام الصحي، تمامًا كما غيرت التطبيقات طريقة تعامل الأشخاص مع مع الخدمات المصرفية.
في الوقت الحالي، يتم حفظ السجلات الطبية محليًا عند طبيب المريض والمستشفيات التي يزورها، لكن لا تزال هناك أجزاء النظام الصحي غير متصلة بالتطبيق.
غير أن الحكومة أعلنت أنها ماضية في خطط إنشاء سجل طبي موحد للمرضى.
وعلى الرغم من المخاوف المتعلقة بحماية البيانات، أكدت الحكومة التزامها الكامل بحماية المعلومات الطبية السرية.
ومن المقرر أن تكون السجلات الموحدة جزءًا أساسيًا من خطة رقمية جديدة تمتد لعشر سنوات، حيث تهدف الحكومة إلى تسريع تقديم الرعاية الصحية وتقليل الأخطاء الطبية.
في العام الماضي، تم إسناد عقد لشركة "بالانتير" لإنشاء قاعدة بيانات تربط السجلات الفردية المحفوظة لدى الخدمات المحلية.
سيتيح السجل الطبي الموحد الجديد للمرضى والأطباء الوصول إلى معلوماتهم الصحية بشكل أسرع وأكثر شمولية.
ومع ذلك، حذرت حملة "MedConfidential" من أن هذا السجل يمكن أن يكون عرضة لإساءة الاستخدام.
وفي رد على هذه المخاوف، دافع وزير الرعاية الصحية ستيفن كينوك عن القرار، مؤكدًا التزام الحكومة الكامل بحماية بيانات المرضى.
وأضاف أن الضمانات الأمنية ستكون مدمجة في مشروع قانون جديد سيتم تقديمه للبرلمان لدعم هذه الخطوة، مما يوفر "ضمانًا صلبا" لحماية أمن البيانات.
بدوره، قال وزير الصحة، ويس ستريتينغ: "تواجه NHS (الخدمة الصحية الوطنية) أسوأ أزمة في تاريخها، لكن على الرغم من تعثرها، يمكننا إصلاحها معًا. سواء كنت تستخدم NHS أو تعمل فيه، فأنت تدرك الجوانب الجيدة وتلك التي تحتاج إلى تحسين. نحتاج إلى أفكاركم لتطوير NHS."
ورحبت المديرة التنفيذية لجمعية المرضى، راشيل باور، بالمبادرة بحرارة، مشيرة إلى أن المرضى كانوا يشعرون لفترة طويلة بأن أصواتهم لا تُسمع في تشكيل الخدمات الصحية. وأكدت أن هذه المحادثة الوطنية تمثل خطوة كبيرة نحو شراكة حقيقية مع المرضى.
كما شددت نيكولا رينجر، الأمين العام للكلية الملكية للتمريض (RCN)، على أهمية مشاركة العاملين في NHS في هذه المبادرة، لكنها أكدت أن أي خطط مستقبلية تتطلب "استثمارات جديدة."
ومن المتوقع أن تعلن الحكومة الأسبوع المقبل عن تمويل إضافي لفصل الشتاء والعام المقبل عندما تكشف المستشارة راشيل ريفز عن ميزانيتها.