عرب لندن
أظهر تحقيق أجرته مجلة "BMJ" أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية في برييطانيا “NHS" تقيد الوصول إلى الرعاية الصحية التي تقدم لمساعدة الأشخاص المصابين بالسمنة، في جميع أنحاء إنجلترا.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان “The Guardian” حرم هذا التقييد المرضى في نصف البلاد تقريبًا من إمكانية حجز مواعيد مع فرق متخصصة لتلقي الدعم والعلاجات مثل حقن فقدان الوزن.
وبيّن التحقيق أن التخفيضات في الميزانيات المحلية أثرت بشكل كبير على خدمات السمنة، حيث يُعتبر مرضى السمنة أقل استحقاقًا للرعاية مقارنة بغيرهم. وصف الخبراء هذه القيود بأنها "رعاية غير متساوية"، مما أدى إلى تفاوت كبير في توفير الخدمات بناءً على المنطقة الجغرافية.
ولا يستطيع المرضى، في واحدة من كل 6 مناطق رعاية صحية محلية، الوصول إلى جراحات السمنة، والتي تعد إحدى أكثر العلاجات فعالية لهذا المرض. جاءت هذه المعلومات من خلال تحليل لردود 42 مجلسًا من مجالس الرعاية المتكاملة (ICBs) في إنجلترا على طلبات حرية المعلومات.
وبدورها أوضحت الدكتورة نيكولا هيسليهورست، أستاذة التغذية بجامعة نيوكاسل ورئيسة جمعية المملكة المتحدة لدراسة السمنة، أن خدمات إدارة الوزن الحالية لا تلبي الاحتياجات المتزايدة.
وحذرت هيسليهورست، من ضرورة اتخاذ إجراءات "جذرية" للحد من ارتفاع معدلات السمنة وتكاليف الرعاية الصحية، ولتفادي اتساع الفجوات الصحية وضمان مستقبل صحي أفضل للأطفال.
وتكلف خدمات السمنة هيئة الخدمات الصحية الوطنية “NHS” في إنجلترا حوالي 6.5 مليار جنيه إسترليني سنويًا، وتعد السبب الثاني الأكبر للسرطان بعد التدخين.
ورغم هذه التكلفة، تواجه الخدمات الصحية المحلية ضغوطًا مالية كبيرة نتيجة تخفيض الميزانيات، مما أدى إلى تقليص الخدمات التي تُعتبر أقل أهمية مثل رعاية السمنة.
وكشف التحقيق أن أكثر من نصف مجالس الرعاية المتكاملة في إنجلترا (24 مجلسًا) تقدم مجموعة كاملة من خدمات فقدان الوزن للبالغين، بينما فرضت بعض المجالس قيودًا على خدمات السمنة من المستوى الثالث، التي تشمل فرقًا متخصصة للعلاج. كما أغلقت بعض المجالس خدماتها أمام المرضى الجدد، أو اقتصرت على جزء من مناطقها.
قُيِّدَت خدمات السمنة من المستوى الرابع، التي تشمل جراحات تحويل المسار المعدي، في العديد من المناطق، حيث أوقفت 7 مجالس رعاية متكاملة توفير هذه الجراحات بالكامل.
وتتوافق هذه النتائج مع تقرير صادر عن وكالة الأبحاث "Future Health"، الذي أشار إلى أن العديد من مجالس الرعاية في إنجلترا لم تضع خططًا واضحة لمعالجة السمنة، رغم تكلفتها الضخمة على الاقتصاد البريطاني، والتي تُقدر بـ98 مليار جنيه إسترليني سنويًا.
وقد دعا الخبراء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من الحكومة وNHS لمواجهة هذا التحدي، بما في ذلك وضع خطة لمراجعة خدمات السمنة وضمان وجود معايير موحدة لجميع مجالس الرعاية.
وأكد متحدث باسم NHS أنهم يعملون مع وزارة الصحة لتحسين مسار علاج السمنة.