عرب لندن
لا تزال الوفيات الناجمة عن تعاطي المخدرات في اسكتلندا في المرتبة الأولى بين جميع دول أوروبا، حيث شكلت 12% من أسباب الوفيات العام الماضي.
بدوره، قال وزير الصحة والرعاية الاجتماعية نيل غراي، أن الحكومة الاسكتلندية تعمل على التصدي للتهديد المتزايد من المواد الأفيونية الصناعية، التي تعد شديدة الخطورة، وقد تسببت بـ 23 حالة وفاة.
وقد أظهرت أرقام صدرت يوم الثلاثاء ارتفاعا في الوفيات بنسبة 12%، حيث أودت المخدرات بحياة 1172 اسكتلنديًا في عام 2023 - بزيادة 121 عن العام السابق.
ومن هذا المنطلق قال غراي: "لا يزال هذا المستوى من الوفيات يثير قلقًا كبيرًا ويؤكد سبب استمرارنا في بذل كل ما في وسعنا للحد من الأضرار والوفيات الناجمة عن المخدرات."
وقال أوستن سميث، من منتدى المخدرات الاسكتلندي: "المشكلة الكبيرة هي ذاتها المشكلة القديمة، وهي أنه لا يوجد عدد كافٍ من الأشخاص الذين يتلقون العلاج، وعندما يفعلون ذلك، لا يحصلون على نوع الرعاية الشاملة التي يحتاجون إليها لدعمهم".
وأظهرت بيانات السجلات الوطنية في اسكتلندا أن المخدرات الأفيونية، مثل الهيروين والميثادون، كانت السبب وراء 80٪ من جميع الوفيات الناجمة عن المخدرات في العام الماضي.
وارتفع عدد الوفيات الناجمة عن عقار "البرازولام" - وهو نوع من العقارات التي تستخدم لعلاج اضطرابات القلق والأرق والنوبات - من 54 في عام 2022 إلى 426 في العام الماضي، في حين أن الوفيات الناجمة عن المواد الأفيونية الاصطناعية المعروفة باسم "نيزاتيدين" ارتفعت من حالة واحدة فقط إلى 23 حالة خلال 12 شهراً. كما سُجل ارتفاع حاد في حالات تعاطي جرعات الكوكايين الزائدة، حيث تسببت بـ 479 حالة وفاة في عام 2023، مقارنة بـ 371 حالة وفاة في عام 2022.
ونشر منتدى المخدرات الاسكتلندي تقييمه الخاص يوم الاثنين، للعلاج المتاح في جميع أنحاء البلاد، متسائلا عن سبب عدم تحقيق أهداف تحسين الخدمات وزيادة عدد الأشخاص الذين يتلقون العلاج، وذلك بعد ثلاث سنوات من إعلان الوزيرة الأولى نيكولا ستورجيون عن "خطة وطنية" لمعالجة معدلات الوفيات المزمنة والوبائية في البلاد.
يقول التقرير إن اسكتلندا لم تحقق هدف الزيادة بنسبة 9٪ في عدد الأشخاص الذين يتلقون العلاج، والذي حددته الحكومة الاسكتلندية اعتبارا من مارس 2022 إلى لأبريل 2024، وكذلك لم تحقق هدف تحديد معايير العلاج بالأدوية التي تم تقديمها في مايو 2021.
يشار إلى أن الحكومة الاسكتلندية وافقت العام الماضي على إنشاء أول منشأة قانونية في المملكة المتحدة للاستهلاك الآمن للمخدرات غير المشروعة.
ووافق المسؤولون في اسكتلندا على إنشاء هذه الغرف التي تعرف باسم "غرف الإصلاح" لمساعدة المدمنين على تعاطي المخدرات بطريقة آمنة لا تؤدي بهم للوفاة أو الإصابة بالأمراض.
وسيسمح المركز الذي تموله الحكومة بكلفة 2.3 مليون جنيه إسترليني في الطرف الشرقي من غلاسكو بتعاطي المخدرات كالكوكايين والهيروين تحت إشراف طبي، مع تزويد النزلاء بأدوات معقمة للحقن.
ولن تتم محاكمة المستخدمين بتهمة حيازة المخدرات غير المشروعة أثناء وجودهم في المنشأة.
في السياق ذاته، كشف تحليل لمياه الصرف الصحي من قبل الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في المملكة المتحدة العام الماضي، أن نسبة تعاطي الكوكايين ارتفعت 25 % في عام واحد فقط، بعد أن أجري التحليل في مدن من بينها لندن وبرمنغهام ومانشستر وليفربول..