عرب لندن
أشارت دراسة حديثة إلى أن تناول الطعام بطريقة مستدامة بيئياً يمكن أن يساهم في العيش حياة أطول ويقلل من فرص الوفاة المبكرة والإصابة بالأمراض.
كشف خبراء أن احتمال الوفاة المبكرة انخفض بنسبة الثلث بالنسبة للأشخاص الذين التزموا بـ "النظام الغذائي الصحي الكوكبي"، وهو نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والبقوليات ومنخفض اللحوم.
ووجد باحثون من جامعة هارفارد أنه يسهم في خفض نسب الإصابة في السرطان وأمراض القلب والأعصاب والرئة، وكان الأشخاص الملتزمون فيه أقل عرضة للوفاة لأي سبب بنسبة 25٪ على مدى فترة 30 عامًا مقارنة بأولئك الذين تناولوا أنظمة غذائية أخرى.
وبحسب صحيفة الميرور "Mirror" تم نشر النظام الصح الكوكبية في مجلة لانسيت قبل خمس سنوات، وهو لا يعزز صحة الإنسان فحسب، بل يعزز صحة الكوكب أيضًا من خلال دعم النظم الغذائية المستدامة وتشجيع استهلاك الأطعمة الأكثر استدامة للبيئة.
كما أنه يسهم في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، الحفاظ على الموارد، تعزيز استهلاك الأغذية الموسمية والمحلية، والتقليل من الأطعمة المصنعة.
بهذا الصدد قال خبير الأوبئة والتغذية في جامعة هارفارد ومؤلف الدراسة، البروفيسور والتر ويليت: "إن تغيير الطريقة التي نأكل بها يمكن أن يساعد في إبطاء تغير المناخ، ولحسن الحظ فإن ما هو أكثر صحة لكوكب الأرض هو الأفضل بالنسبة لنا أيضًا".
خلال الدراسة، قام العلماء بتحليل بيانات أكثر من 200 ألف مشارك على مدى 30 عامًا، ولم يكن لدى كل فرد أي أمراض مزمنة كبيرة في بداية فترة الدراسة، وطُلب منه إكمال استبيانات حول نظامه الغذائي كل أربع سنوات لمدة تصل إلى 34 عامًا، تم منح نظامهم الغذائي درجة بناءً على كمية الخضار والفواكه والحبوب الكاملة والدواجن والمكسرات التي تم استخدامها بعد ذلك لتحديد النتائج النهائية.
في فترة الدراسة، سجل الباحثون 54,536 حالة وفاة بين المشاركين، ووجدوا أن أولئك الذين كانوا في النسبة العليا 10% من الالتزام بالنظام الغذائي الصحي الكوكبي كانوا يواجهون خطرًا أقل للوفاة المبكرة بنسبة 30% مقارنة بأولئك الذين كانوا في النسبة السفلية 10% والذين كانوا يتبعون النظام الغذائي بأقل انتظام.
كما كانت لديهم انخفاض بنسبة 14% في خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وانخفاض بنسبة 10% في خطر الوفاة بسبب السرطان، وكانوا أقل عرضة بنسبة تقريبًا 47% للوفاة بسبب أمراض الجهاز التنفسي.
وبالإضافة إلى فوائده الصحية، وُجد أن الالتزام بالنظام الغذائي الصحي الكوكبي يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 29% ويقلل استخدام الأراضي الزراعية بنسبة 51% ويقلل متطلبات الأسمدة بنسبة 21%.
أظهرت الدراسات أن إنتاج الغذاء يساهم في ما يقرب من ربع إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، في حين أن تربية الماشية للاستهلاك تتطلب مساحات هائلة من الأراضي الزراعية، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى إزالة الغابات، ويقلل التنوع البيولوجي، ويسبب تلوث المياه.
علاوة على ذلك، يشير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن الماشية مثل الأبقار والأغنام والماعز تنبعث منها غاز الميثان، وهو أحد الغازات المسببة للاحتباس الحراري الذي ثبت أنه يساهم في ارتفاع درجة حرارة الكوكب بمقدار 80 مرة أكثر من ثاني أكسيد الكربون على مدى فترة عشرين عاماً.