عرب لندن 

أظهرت أحدث البيانات أن أعداد المرضى المحتجزين في وحدات الصحة النفسية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية "NHS" في إنجلترا، رغم استعدادهم السريري للخروج إلى أعلى مستوى له منذ ثماني سنوات على الأقل.

وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" أظهرت البيانات ارتفاع أعداد حالات "التأخر في الخروج" من المستشفيات في وحدات الصحة النفسية التابعة لـNHS، حيث بلغت 49,677 يومًا في مارس، وهو أعلى مستوى منذ بداية نشر البيانات في يناير 2016. 

وفي أبريل 2023، بلغ عدد حالات التأخر في الخروج 39,098، مقارنة بأقل من 17 ألفاً خلال فترة الجائحة في يوليو 2020. قبل الجائحة، كانت تتراوح هذه الحالات بين 20 ألفاً و 30 ألف يوم شهريًا.

وتُسجل حالات "التأخر في الخروج" عندما يكون المريض مستعدًا لمغادرة المستشفى، لكنه لا يستطيع ذلك لأسباب غير سريرية، مما يتركه عالقًا، ويقلل من توفر الأسرة للمرضى الجدد. وأوضحت البيانات العدد الإجمالي للأيام التي لم يتم فيها إخراج المرضى رغم استعدادهم للمغادرة. 

وفقًا للبيانات، كانت أكثر من 20% من حالات التأخر في الخروج في شهر مارس ناجمة عن انتظار المرضى لتوفر مكان في دار رعاية، وكانت هناك نسبة مماثلة بسبب تأخر في العثور على سكن مدعوم. 

بالإضافة إلى ذلك، تشمل العوامل الشائعة الأخرى التأخر في توفير الرعاية الصحية خارج المستشفيات أو الرعاية الاجتماعية في منازل المرضى.

تم تسجيل أعلى عدد من حالات التأخر في الخروج في مؤسسة بارنت وإنفيلد وهارينجي للصحة النفسية NHS في لندن، ومؤسسة NHS للصحة النفسية في شرق لندن.

وأوضحت الدكتورة لاد سميث، رئيسة الكلية الملكية للأطباء النفسيين، أن "التأخيرات في الخروج غالباً ما تحدث بسبب نقص الرعاية الاجتماعية وتوفير السلطات المحلية في المجتمع. العديد من المرضى الذين يعانون أمراضاً نفسية شديدة لديهم احتياجات سكنية غير ملباة أو مخاوف مالية تسبق دخولهم المستشفى، مما يعني أنهم يحتاجون إلى دعم إضافي قبل أن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم". 

ويذكر أن سحب التمويل من الرعاية الاجتماعية والسلطات المحلية بعد الجائحة أدى إلى زيادة حادة في عدد حالات التأخر في الخروج. سيحتاج الأمر إلى استثمار إضافي بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني لمعالجة هذه القضية بشكل كافٍ."

وبدوره قال متحدث باسم NHS إنجلترا: "بينما يتم توسيع وتحويل الخدمات بفضل تمويل خطة NHS طويلة الأجل البالغة 2.3 مليار جنيه إسترليني، لا شك أن خدمات الصحة النفسية تحت ضغط كبير. نعمل من كثب مع زملائنا في الرعاية الاجتماعية والحكومة المحلية لمعالجة العوامل التي تؤثر على التأخيرات، مثل الإسكان وتوفير أماكن الرعاية."

 

 

 

 

السابق هل برنامج الـ 12 خطوة يشكل حلا فعالا لأزمة الإدمان في بريطانيا؟
التالي إنجلترا: تجارب سريرية للقاح السرطان في "NHS" لأول مرة في العالم!