عرب لندن

في ظل تزايد معدلات الإدمان في المملكة المتحدة ، تواجه الحكومة والمجتمع تحديات كبيرة في التعامل مع هذه الظاهرة المتنامية. حيث تشير البيانات التي نشرتها إندبندنت "The Independent" إلى زيادة بنسبة 84٪ في حالات الاضطرابات الأكل خلال السنوات الثلاث الماضية، وارتفاع بنسبة 100٪ في حالات الإدمان على الشاشات، وارتفاع تقديري بنسبة 30٪ في حالات الإدمان على المقامرة، مع تأثير كبير على فئة كبار السن.

وفي هذا السياق، يحذر خبراء ومختصون في علاج الإدمان من تداعيات عدم معالجة هذه المشكلة، مشيرين إلى أن الإدمان ليس محصورًا على العقاقير والكحول فقط، بل يمتد إلى مختلف السلوكيات القهرية مثل الجنس، والتسوق، والمقامرة.

وقال الدكتور نيال كامبل: "لا أعرف أي طبيب نفسي أو معالج للإدمان يمكنه أن يقول إن معدلات الإدمان ليست في ارتفاع، الإدمان ليس فقط على المخدرات أو الكحول بل على الجنس والتسوق والشاشات والقمار، وغالباً ما يبدأ الناس بشيء وينتقلون إلى شيء آخر".

ومن هنا تبرز أهمية العلاج المبكر، ويعتبر برنامج الـ 12 خطوة من أقدم طرق البرامج العلاجية للإدمان والتعامل مع السلوك القهري في العالم، وهو عبارة عن مجموعة دعم ذاتية تتكون من أشخاص يتشاركون نفس نوع الإدمان يجتمعون مع بعضهم البعض عدة مرات في الأسبوع للحديث مع أعضاء الدعم.

وبحسب تقرير لمنظمة Shelter يسهم التدخل المبكر في إنقاذ الأرواح غير أن الهياكل الاجتماعية تجعل مثل هذا الأمر تحدياً، حيث أثار التقرير القلق في عدد من الحالات ومن ضمنها الأطفال المشردون الذين يعانون من مشاكل نفسية أو مشاكل تعاطي المخدرات.

مع الإشارة إلى أن إنجلترا وويلز تحتلان المرتبة الأولى في أوروبا الغربية من حيث عدد السجناء، والذين يعاني نصفهم من إدمان المخدرات، مما يزيد من جرائم مثل السرقة والسطو المسلح. ويؤدي الفشل في التدخل إلى عواقب وخيمة، بما في ذلك زيادة أعداد المشردين، والسجن، وحتى الوفيات.

وفي هذا الصدد علق الدكتور برينر أن هيئة الخدمة الوطنية الصحية NHS تتعامل مع الحالات الحادة فقط، كما أن الفترات القصيرة لإعادة التأهيل غير فعالة، ويأتي فقط 23% من الإحالات لعلاج الكحول من الخدمات الصحية. على الرغم من ذلك، يكلف علاج الكحول الخدمة الوطنية للصحة أكثر من 3.5 مليار جنيه استرليني سنويًا.

وأشار الدكتور نيل برينر: "لا يمكننا قياس الأثر الحقيقي للإدمان، ولكن المعلومات المتاحة تروي قصة، إنه مرض قاتل يدمر حياة المرضى وكل من حولهم". ويرى أن هناك عدد من خيارات العلاج للفئات المتأثرة بالإدمان، ولكن بخلاف علاج الـ 12 خطوة  فإنه لا يوجد أي خيار يكون متاحًا فورًا ومجانًا ويمكن أن يقدم الدعم على مدى الحياة من دون الاعتماد على البنى التحتية المكدسة. 

ويظهر برنامج 12 خطوة لمجهولي الهوية AA لعلاج الإدمان على صفحة الدعم لدى الخدمة الوطنية للصحة، ولكن لم يفهم هذا البرنامج بشكل كاف على أنه برنامج علاجي لذلك يدعو الدكتور برينر إلى ضرورة تعرض طلبة الطب لهذه البرامج خلال تدريبهم.

يذكر أن مجموعة AA  ساعدت ملايين الأشخاص حول العالم والعلاج من الإدمان ومنحتهم الشعور بالأمان والقدرة على التعامل مع التحديات الحياتية المختلفة.

السابق بريطانيا: للمرة الأولى منذ عام 1995 تصاعد حالات السرطان لمن هم دون سن الخمسين بنسبة 24%
التالي تقرير: مرضى الصحة النفسية يبقون لفترات أطول من اللازم في مستشفيات "NHS"!