عرب لندن
أظهر بحث جديد، أن حالات الإصابة بالسرطان في بريطانيا زادت بين الأشخاص في منتصف العمر، إلا أن نسبة الوفيات تراجعت بفضل تحسين الكشف عن الإصابة والعلاج.
ووفقًا لخبراء السرطان المقتبسين في المجلة الطبية البريطانية، التي نشرت الورقة البحثية، تعتبر هذه الأبحاث "إيجابية ومطمئنة" للذين تتراوح أعمارهم بين 35 و69 عامًا.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" ارتفعت حالات السرطان في هذه الفئة العمرية بين عامي 1993 و 2018، وفقًا لبحث أجرته "منظمة أبحاث السرطان البريطانية"، التي لعبت دورًا رئيسيًا في الدراسة.
ورغم ذلك، انخفض عدد الرجال والنساء الذين يموتون بسبب المرض بنسبة 37% و 33% على التوالي خلال نفس الفترة البالغة 25 عامًا.
وانخفضت معدلات الوفيات الكلية بسبب السرطان بين الأشخاص في منتصف العمر عبر تلك الفترة - وذلك لـ 17 نوعًا من أصل 23 نوعًا شائعًا تم دراستها، في بعض الحالات بشكل مذهل، وفقًا للبحث، الذي كان أول دراسة بريطانية تفحص الاتجاهات في الإصابة والوفيات بالمرض على مدى فترة زمنية طويلة.
حيث انخفض معدل الوفيات بين النساء الناجمة عن سرطان عنق الرحم بنسبة 54.3%. وأوضحت "منظمة أبحاث السرطان البريطانية" أن ذلك يعود إلى انتشار لقاح الإنسان بابيلوما الحليمي وتحسين الفحص لمساعدة "في منع السرطان ووقف المرض في مساره".
وبالمثل، انخفض معدل الوفيات بسرطان الرئة، وهو أكبر قاتل للسرطان في المملكة المتحدة، بنسبة 53.2% بين الرجال وبنسبة 20.7% بين النساء، بفضل تراجع نسبة التدخين. كما انخفضت معدلات الوفيات بسرطان الثدي والأمعاء، ربما لأن الفحص المبكر سمح بالكشف عن المزيد من الحالات في مراحل مبكرة، مما سمح بسرعة العلاج.
وشاركت "منظمة أبحاث السرطان البريطانية" في البحث مع خبراء من جامعة ليدز وجامعة كلية لندن، بالإضافة إلى "الصحة العامة في اسكتلندا". وحللوا أرقام التسجيل بالسرطان في المملكة المتحدة والبيانات السكانية تعود إلى عام 1993 لتحديد التغييرات عبر الزمن.
وقالوا في الورقة البحثية التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية: "شهدت وفيات السرطان انخفاضًا كبيرًا خلال الـ25 عامًا الماضية لدى كل من الرجال والنساء في الفئة العمرية 35-69 عامًا.
وبحسب البحث يعتبر هذا التراجع عبارة عن انعكاس للنجاحات في الوقاية من السرطان، على سبيل المثال، تدخين السجائر، وسياسات الوقاية وبرامج الإقلاع عن التدخين، والكشف المبكر، مثل برامج الفحص، والاختبارات التشخيصية المحسنة".
وكانت أكبر الانخفاضات في معدلات وفيات السرطان هي لسرطان المعدة، والميزوثيليوما، الذي يرتبط بالتعرض للأسبست، وسرطان المثانة بين الرجال، وسرطان المعدة، وسرطان عنق الرحم، ولمفوما هودجكن بين النساء.
ووجد الخبراء أيضًا أن عدد حالات الإصابة بالسرطان بين الأشخاص في منتصف العمر ارتفع بنسبة 57% بين الرجال وبنسبة 48% بين النساء. ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى زيادة حالات سرطان البروستاتا والثدي، السرطان الأكثر شيوعًا بين الرجال والنساء.
ووجد الخبراء زيادة سنوية تقل عن 2% على الأقل في حالات أربعة أنواع من السرطان، وهي الكبد وميلانوما والفم والسرطان الكلوي، مما يعتبر ما يقول الخبراء أنه يثير القلق.
وألقت "منظمة أبحاث السرطان البريطانية" باللوم على الارتفاع في حالات السرطان بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و 69 عامًا على النمو السكاني و"عوامل النمط الحياة"، وخاصة السمنة واستهلاك الكحول والتعرض لأشعة الشمس.