عرب لندن

يوفر مسرح "لا كوميدي فرانسيز" ترجمة جديدة إلى الفرنسية لمسرحية "الملك لير" للكاتب البريطاني وليام شكسبير، تتميز بأنها أكثر سهولة وتتوجه إلى جمهور اليوم، وتساهم مع مخرج جديد وممثل نجم في إعطاء حياة جديدة لهذا العمل الشهير العائد إلى القرن السابع عشر.

ورأى فيكتور هوغو الذي كان نجله فرنسوا فيكتور أحد أهم مترجمي أعمال الكاتب المسرحي البريطاني أن "المترجم يجد صعوبة في (مؤلفات) شكسبير بفعل الأسلوب واللغة". ومع ذلك، ثمة عدد لا يحصى من الأعمال المسرحية بلغة موليير.

وبالتالي، ليست مسرحية "الملك لير" التي تولى بطولتها دوني بوداليديس وإخراجها الألماني توماس أوسترماير، وترجمها الكاتب أوليفييه كاديو، جديدة على اللغة الفرنسية،

وأجمع المترجم والمخرج والممثل على ضرورة إعادة النظر في النص باللغة الفرنسية بحيث يخاطب جمهور اليوم، مع المحافظة على الشعر في المسرحية التي تشكل الثالوث الشكسبيري مع "ماكبث" و"هاملت".

فدوني بوداليديس الذي سبق أن جسد دور "هاملت" بالفرنسية أو "ريتشارد الثاني" (في مهرجان أفينيون)، أكد لوكالة فرانس برس أن ثمة "حاجة اليوم إلى إعادة ترجمة النصوص الكبرى لمواكبة التغيير في المجتمع واللغة، فالترجمة الأقدم تتناول أكثر المجتمع الذي ترجمت فيه".

أما أوسترماير الذي يتعاون للمرة الثانية مع الـ"كوميدي فرانسيز" بعد "ليلة الملوك" لشكسبير عام 2019، فاعتبر أن "الأمر لا يتعلق بالحداثة، بل بالفهم". ورأى أن "كثرا من الناس كونوا صورة سيئة عن شكسبير لأنهم شاهدوا إنتاجا سيئا مع ترجمات قديمة".

وذكر المخرج الذي قد م مسرحيات عدة من تأليف شكسبير، بأن الأخير كتب شعرا متحررا من القوالب الشعرية التقليدية. وقال "في لغات أخرى كالفرنسية أو الألمانية يوجد عدد أكبر من المقاطع اللفظية، وبالتالي ينبغي تقليل عدد الكلمات لمراعاة ذلك، ولكن من شأن ذلك التأثير سلبا على المحتوى".

وسعى أوسترماير قبل كل شيء إلى "تمكين الجمهور من فهم الحبكة المتشابكة" المتعلقة بهذا الملك الذي يقرر توزيع مملكته على بناته الثلاث، ثم يتخلى كليا عن ابنته المفضلة كورديليا بسبب خيبته من امتناعها عن إعلان حبها له.

وقال أوليفييه كاديو الذي سبق أن ترجم "ليلة الملوك" بطلب من أوسترماير "من الصعب جدا على المتفرجين أن يهتموا بالمسرحية إذا لم نكن هذه الإنسيابية متوافرة". وأضاف "لا تكمن مهمتي في تجديد (النص) بالمعنى المبتذل أو جعله حديثا، بل في +تجريده+ من بعض ملابسه حتى يصل إلينا بسرعة".

ولكن إلى أي مدى يبقى النص الذي يسمعه الجمهور نص شكسبير الأصلي؟

وشدد على أن المطلوب "احترام التشابك الذي ينطوي عليه النص باللغة الإنكليزية، لا الحفاظ على الأبيات".

وأضاف "أترجم إلى نثر" بدلا من التمسك بأبيات غير صحيحة لمجرد الإبقاء على الشكل الشعري. واعتبر أن الإصرار على الترجمة شعرا سيجعل النص "يبدو سخيفا "، مبرزا أهمية ألا يبدو مرتبطا بتاريخ محدد.

ويعترف بأنه تجر أ أكثر من اللازم في التصرف بالترجمة في مكان أو اثنين من النص.

ورأى بوداليديس أن التحدي الذي يواجه الممثلين في مسرحية لشكسبير يتمثل في "إعادة التوازن طوال الوقت بين الكلام المستمد من اللغة اليومية والعبارات العائدة إلى نهاية القرن السابع عشر".

السابق "إميلي" لفرنسيس أوكونور يفوز بجائزة "هيتشكوك" الذهبية لمهرجان دينار
التالي 30 فيلما في الدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان دينار الفرنسي للأفلام البريطانية