عرب لندن
شهدت دار سوذبيز للمزادات في نيويورك بيع كمان ستراديفاريوس نادر بمبلغ 11.25 مليون دولار أمريكي (9 ملايين جنيه إسترليني)، ليصبح من بين أغلى الآلات الموسيقية التي بيعت على الإطلاق، بحسب ما ورد في موقع indy100.
الكمان، الذي صنعه الحرفي الإيطالي الشهير أنطونيو ستراديفاري عام 1714، كان ملكًا لعازف الكمان المجري المولد جوزيف جواكيم، أحد أبرز الموسيقيين في القرن التاسع عشر. ورغم قيمته التاريخية، لم يحقق السعر المتوقع الذي تراوح بين 12 و18 مليون دولار أمريكي (9.66 – 14.5 مليون جنيه إسترليني) خلال المزاد الذي أقيم يوم الجمعة.
وينتمي هذا الكمان إلى "الفترة الذهبية" لستراديفاري، التي تعد أوج إنتاجه لأفضل الآلات الموسيقية. وكان قد أهدي لاحقًا إلى معهد نيو إنجلاند للموسيقى (NEC) من قِبل العازف الراحل سي هون ما، الحاصل على دبلومة الفنان من المعهد في خمسينيات القرن الماضي.
ووفقًا لدار سوذبيز، سيتم استخدام عائدات البيع لإنشاء منحة دراسية موسيقية تهدف إلى دعم الأجيال القادمة من الموسيقيين، في خطوة وُصفت بأنها "تحولية" لطلاب المستقبل.
وقالت أندريا كالين، رئيسة معهد نيو إنجلاند للموسيقى: “يمثل هذا البيع فرصة لإحداث تأثير عميق في حياة الموسيقيين الشباب، حيث ستتيح العائدات إنشاء أكبر منحة دراسية في تاريخ المعهد.”
ويُعتقد أن يواكيم استخدم هذا الكمان في العديد من العروض والتعاونات مع كبار الملحنين، من بينهم يوهانس برامز، حيث يُرجح أنه عزف عليه خلال العرض الأول لكونشيرتو برامز للكمان عام 1879، بقيادة الملحن نفسه. كما يُقال إن نغمات الآلة أثرت على برامز أثناء تأليفه لهذا العمل الموسيقي الفريد.
كما يُرجح أن جواكيم استخدم الكمان في عزف سوناتات وبارتيتات باخ، وهي من أعظم المقطوعات في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية.
علّقت ماري كلوديا جيمينيز، رئيسة مجلس إدارة سوذبيز، قائلة: "يمثل هذا الكمان قمة الحرفية وتاريخ الموسيقى الكلاسيكية، حيث يجذب صوته الفريد ومصدره التاريخي اهتمام هواة الجمع والموسيقيين حول العالم."
ورغم تحقيقه أحد أعلى الأسعار في تاريخ المزادات، لا يزال الرقم القياسي لأغلى كمان يباع في مزاد مسجلاً باسم "ليدي بلانت" ستراديفاريوس، الذي يعود تاريخه إلى عام 1721، وبيع مقابل 15.9 مليون دولار أمريكي (9.5 مليون جنيه إسترليني) في عام 2011.
يُذكر أن عدد الآلات التي صنعها ستراديفاري محدود للغاية، ما يجعلها من بين أندر وأثمن الآلات الموسيقية في العالم، حيث تواصل جذب اهتمام عشاق الموسيقى والمقتنين في المزادات العالمية.