عرب لندن

ألقت الشرطة القبض على والدي طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات بعد أن عبّرا عن استيائهما من إدارة مدرستها الابتدائية عبر مجموعة محادثة على تطبيق "واتساب".

ووفقًا للتقارير، فقد تم توقيف ماكسي ألين وروزاليند ليفين أمام ابنتهما الصغيرة من قبل ستة ضباط، قبل أن يتم احتجازهما في زنزانة لمدة ثماني ساعات.

 وخضع كل منهما للاستجواب بتهم تتعلق بالمضايقة واستخدام الاتصالات بشكل ضار والتسبب في إزعاج داخل المدرسة.

وبعد تحقيق استمر خمسة أسابيع، خلصت الشرطة إلى أنه لا يوجد داعٍ لاتخاذ أي إجراء قانوني ضدهما، بحسب "التلغراف". 

وجاء اعتقال الزوجين، الذي وقع في 29 يناير، عقب شكوى قدمتها مدرسة "كولي هيل الابتدائية" في هيرتفوردشاير، تتعلق بإرسال ألين وزوجته عددًا من الرسائل الإلكترونية، بالإضافة إلى تعليقات وصفها مسؤولو المدرسة بأنها "مسيئة" على مجموعة واتساب خاصة بأولياء الأمور.

وكانت المدرسة قد منعت الزوجين في وقت سابق من دخول مبناها، بعد أن أعربا عن اعتراضهما على آلية تعيين مدير جديد، وانتقدا رئيس مجلس الأمناء عبر تطبيق "واتساب",

,صرّح ألين، وهو منتج في إذاعة "تايمز راديو"، بأن إدارة المدرسة عمدت إلى استخدام الشرطة لـ"إسكات أولياء الأمور المزعجين"، مؤكدًا أن ما حدث يمثل "تجاوزًا هائلًا للسلطة" من قبل شرطة "هرتفوردشاير".

وأضاف: "لقد كان الأمر كابوسيًا بكل معنى الكلمة. لم أصدق أن سلطة عامة يمكنها استخدام الشرطة لإغلاق تحقيق مشروع. لم نستخدم لغة مسيئة أو تهديدية على الإطلاق، حتى في المحادثات الخاصة، وكنا نتبع الإجراءات القانونية دائمًا. ومع ذلك، لم يتم إبلاغنا حتى الآن عن طبيعة الرسائل التي اعتُبرت جريمة، وهو أمر أشبه بما يحدث في روايات كافكا."

ويعود أصل النزاع إلى مايو من العام الماضي، عندما أرسل ألين رسالة إلى مجلس الأمناء بالمدرسة، متسائلًا عن سبب عدم بدء عملية توظيف مفتوحة لمدير جديد، رغم إعلان المدير السابق عن تقاعده قبل ستة أشهر.

وفي الشهر التالي، بعثت رئيسة مجلس الأمناء جاكي سبرينغز، برسالة إلى أولياء الأمور، حذّرت فيها من أن المدرسة ستتخذ إجراءات ضد أي شخص يسبب "التوتر" بين أفراد المجتمع المدرسي.

وأعرب ألين وزوجته عن غضبهما من هذا التهديد عبر مجموعة واتساب الخاصة بأولياء الأمور.

وأكدت ليفين، البالغة من العمر 46 عامًا، أنها قامت بالتعليق على المديرة المؤقتة لويز توماس، معبرةً عن رأيها بأن المدرسة تبالغ في رد فعلها تجاه منشورات وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي وقت لاحق، قررت المدرسة حظر دخول الزوجين إلى مبناها، وأبلغتهما بأن وسيلة الاتصال الوحيدة المتاحة لهما ستكون عبر البريد الإلكتروني.

وخلال الأسابيع التالية، أرسل الزوجان عدة رسائل إلكترونية إلى المدرسة في محاولة لإلغاء الحظر، خاصة وأن ابنتهما ساشا تعاني من الصرع. كما قدّما شكوى رسمية بشأن عملية تعيين المدير الجديد.

وعندما اعتبرت المدرسة أن عدد الرسائل الإلكترونية بات مفرطًا، طلبت المشورة من شرطة "هرتفوردشاير"، التي أصدرت تحذيرًا رسميًا للزوجين في ديسمبر.

وبحسب التقارير، فقد نصح أحد الضباط الأسرة بسحب ابنتهما من المدرسة، وهو ما حدث في يناير، قبل أسبوع واحد فقط من اعتقالهما.

وعندما وصلت الشرطة إلى منزل ليفين، اعتقدت في البداية أن ابنتها قد تعرضت لمكروه، إذ لم تستطع تخيّل سبب آخر يجعل ستة ضباط يقفون على عتبة بابها.

وقالت: "كان قلبي يخفق بشدة، معتقدةً أن شيئًا فظيعًا قد حدث. وعندما تم إبلاغي بأنني رهن الاعتقال، شعرت، ولو للحظة، بالارتياح المؤقت. لكن سرعان ما تساءلت: ما الذي يحدث بحق الجحيم؟!"

وقضى الزوجان 11 ساعة في مركز شرطة "ستيفنيج"، حيث خضعا للاستجواب تحت الحجز قبل إطلاق سراحهما عند منتصف الليل.

وفي بيان صادر عن مدرسة "كولي هيل الابتدائية"، قالت الإدارة: "طلبنا المشورة من الشرطة بعد تلقي عدد كبير من المراسلات المباشرة والمنشورات العامة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل اثنين من أولياء الأمور، الأمر الذي بات مزعجًا للموظفين وأولياء الأمور وأعضاء مجلس الأمناء."

وأضاف البيان: "نرحب دائمًا بملاحظات أولياء الأمور، لكننا نطلب منهم تقديمها بطرق مناسبة، وفقًا لإجراءات الشكاوى المعتمدة لدينا."

السابق صحفية بريطانية تتعرض لهجوم لفظي من نائبة جمهورية "معادية لبريطانيا"
التالي ربع البريطانيين يعتبرون أنفسهم من ذوي الإعاقة وسط أزمة في الإعانات