عرب لندن

عبّر طلاب بريطانيون ودوليون في جامعة هارفارد عن قلق متزايد حيال مستقبلهم الدراسي والمهني، بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيتها سحب أهلية الجامعة لاستقبال طلاب دوليين.

وأعلنت الإدارة يوم الخميس قرارها الذي يقضي بمنع جامعة هارفارد من تسجيل الطلاب الدوليين، قبل أن يجمّد قاضٍ فيدرالي أمريكي القرار مؤقتًا يوم الجمعة.

وقالت وزارة الأمن الداخلي، في بيان: "لم يعد بإمكان هارفارد تسجيل الطلاب الأجانب، ويجب على الطلاب الأجانب الحاليين الانتقال أو فقدان وضعهم القانوني".

وكشفت سجلات هارفارد عن تسجيل 252 طالبًا من المملكة المتحدة في برامج دراسية مختلفة، سواء في مرحلتي البكالوريوس أو الدراسات العليا، ما يجعلهم عرضة لفقدان مقاعدهم في حال إقرار القرار، حيث سيُجبرون على الانتقال إلى جامعات أخرى إذا ما مُنعوا من الدراسة في حرم هارفارد.

وتواجه الدفعة الجديدة من الطلاب الذين قُبلوا للالتحاق بهارفارد في فصل الخريف القادم مصيرًا غامضًا، مع احتمالية أن يُطلب منهم البحث عن بدائل جامعية في وقت ضيق. 

وبحسب ما نقلته "الغارديان"، وصف الطالب البريطاني سام نيكلسون، من بلدة بوترز بار في هيرتفوردشاير، والذي قضى عامًا دراسيًا في هارفارد، شعوره بـ"الضياع"، مشيرًا إلى أنه يجهل مصير تأشيرته وفرصته التدريبية الصيفية المقررة في واشنطن العاصمة. 

وقال: "تدور أحاديث مقلقة في الرسائل النصية بين الطلاب. كثيرون غادروا الحرم الجامعي لقضاء العطلة، ما جعلهم في حيرة من أمرهم، ليس بسبب الجامعة، بل نتيجة الغموض الحكومي".

وأوضح نيكلسون أن الجدل الدائر يُغذي شعورًا بعدم اليقين، وتساءل: "هل هذا مجرد تكتيك تفاوضي كما في كتاب (فن الصفقة)؟ طرح شيء متطرف ثم التراجع عنه؟ أم أنه الواقع الجديد؟".

وأضاف أن حالة الغموض بدأت منذ بداية تهديدات إدارة ترامب بفرض عقوبات على جامعات مثل هارفارد، لكن القرار الأخير الذي يستهدف جميع الطلاب الدوليين كان "صادمًا"، مؤكدًا: "لو قيل لنا منذ شهور إن جميع الطلاب الدوليين سيُمنعون من الدراسة، لما صدقنا ذلك. كان الشعور السائد أننا بأمان".

وأعرب نيكلسون عن أمله في أن تسهم المعركة القضائية التي تخوضها هارفارد في توضيح الموقف، لا سيما وأن فرصته التدريبية تعتمد على استمرارية تأشيرته كطالب.

وقال: "إذا كان هناك درس تعلمته هذا العام، فهو أن تتخلى عن كل الافتراضات القديمة حول العالم. الحياة مليئة بعدم اليقين".

وأوضح أن القيود الجديدة، التي كُشف عنها يوم الخميس، تهدد حتى الحاصلين على منح مرموقة مثل منحة كينيدي التي تموّلها مؤسسة تذكارية للرئيس الراحل جون كينيدي.

وأكد الطالب آدم روبل، الذي شارك نيكلسون عامًا دراسيًا في هارفارد ضمن زمالة صندوق هنري، قبل عودته إلى المملكة المتحدة مؤخرًا، أنه لاحظ تصاعد القلق بين الطلاب الدوليين. 

وقال: "ازدادت كمية الرسائل في مجموعاتنا. أنهيت برنامجي الدراسي، لكني أشفق على زملائي الذين لا يزالون في منتصف الطريق. أحد أصدقائي أنهى عامه الأول في برنامج يمتد لعامين، فماذا سيفعل الآن؟".

وشرح روبل أن نقل الطلاب إلى جامعات أخرى في فترة قصيرة يعد أمرًا صعبًا، بسبب المهل الزمنية المنقضية وتعقيدات التأشيرات، مضيفًا: "الضبابية التي خلقها القرار أثّرت على مستقبل كثير من الطلاب، وجعلتهم في مهب المجهول".

ولفت روبل إلى أن الهجمات الأولى التي شنتها الإدارة الأمريكية على هارفارد بعثت موجات صدمة في أروقة الجامعة، مشيرًا إلى توقيت الإجراءات وسرعتها رغم كثافة الأحداث العالمية الأخرى.

واستعاد حادثة وقعت في جامعة تافتس القريبة من هارفارد، حين اعتقلت السلطات الطالبة روميساء أوزتورك من الشارع، وقال: "لقد مررت في تلك الشوارع ذاتها، وسألت نفسي: هل أنا فعلاً في أمريكا؟".

وأعرب روبل عن خشيته من الآثار البعيدة المدى لهذه السياسات، ليس فقط على الطلاب الدوليين، بل أيضًا على نظرائهم الأمريكيين، مؤكدًا: "إنها ظالمة بحق الطلاب، وظالمة بحق أمريكا كذلك. يجلب الطلاب الدوليون قيمة أكاديمية وثقافية كبيرة للجامعات الأمريكية. حتى حين كنت أدرّس مساقًا عن الديمقراطية الأمريكية لطلاب أمريكيين، كانوا يستمتعون ويقدرون مساهماتي. نضيف الكثير، وعلى الإدارة أن تتوقف عن قصر نظرها".

التالي تزايد استقالات الضباط الجدد في شرطة اسكتلندا