عرب لندن 

كشفت شرطة لندن عن استخدام دراجات كهربائية متطورة من طراز Sur-Ron في إطار جهودها لمكافحة ظاهرة سرقة الهواتف التي تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في العاصمة، حيث تُقدّر خسائر هذه الجريمة بنحو 50 مليون جنيه إسترليني سنويًا.

وحسب ما ذكرته صحيفة ستاندرد "Standard"كانت تستخدم هذه الدراجات، التي تصل سرعتها إلى 80 كم/س في غضون 3.6 ثوانٍ، سابقًا من قِبل لصوص محترفين مثل سوني سترينجر (28 عامًا)، الذي أُدين بسرقة 24 هاتفًا في صباح واحد. أما اليوم، فأصبحت الشرطة توظفها لملاحقة الجناة والحد من نشاطهم.

وقد جُهّزت الدراجات الشرطية بشعارات رسمية وأضواء وامضة وصفارات إنذار، بخلاف تلك التي يستخدمها المجرمون، والتي تتيح لهم التنقل بصمت عبر الأرصفة والتخفي بين السيارات. وتتميّز هذه الدراجات كذلك بقدرتها على تقليص زمن الاستجابة، مثل تقليص وقت الانتقال من "غرين بارك" إلى "فينسبري بارك" (5 أميال) من 40 دقيقة إلى وقت أقصر بكثير.

قال عميد الشرطة عمر خان: "سنتصدى لسرقة الهواتف باستخدام جميع الوسائل المتاحة، ونحرص على أن تكون مدينة لندن مكانًا آمنًا للزوار والمقيمين، وبيئة غير مرحبة بأي نشاط إجرامي".

وذكر نائب المفوض بول بيتس أن معدل السرقات في "الميل المربع" انخفض بنسبة 30% منذ يناير، بفضل الإجراءات المتنوعة ضمن عملية "سوايب". وأوضح أن سرقة الهواتف لا تُلحق خسائر مادية فحسب، بل تعرّض الضحايا لمخاطر الاحتيال وسرقة المعلومات الشخصية.

وفي إطار الحملة، عززت الشرطة وجودها في المناطق المستهدفة، وفعّلت أنظمة المراقبة عبر الكاميرات، وأسفرت الجهود عن اعتقال شاب يبلغ من العمر 21 عامًا في منطقة كامدن. كما صادرت وحدة الدراجات عددًا من الدراجات غير القانونية، وقدّمت عروضًا ميدانية للجمهور أمام محطة "ليفربول ستريت" لاستعراض مهاراتها التكتيكية.

وضمن الحملات التوعوية، وضعت الشرطة علامات زرقاء على الأرصفة لتحديد مواقع السرقات والاعتقالات، وقدّمت خدمات مجانية لتمييز الهواتف في مناطق "ألدغيت سكوير"، و"لودغيت هيل"، و"شارع ليفربول". كما دعت المواطنين إلى تفعيل خصائص الأمان في أجهزتهم، مثل التعرف على الوجه، والتحقق بخطوتين، وتسجيل بيانات الطوارئ الطبية لتسهيل الوصول إلى أقربائهم عند الحاجة.

وأظهرت الإحصاءات أن لندن شهدت خلال عام 2024 أكثر من 70 ألف حالة سرقة هواتف، بمعدل هاتف كل 7.5 دقائق، ما يجعلها عاصمة سرقة الهواتف في أوروبا. وتشير البيانات إلى أن الضحايا خسروا أكثر من 7,000 جنيه إسترليني يوميًا في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025 بسبب عمليات الاحتيال.

ومن أصل أكثر من 1,000 هاتف تم استردادها خلال العامين الماضيين، لم يُعد سوى أقل من النصف لأصحابها بسبب صعوبة التعرف عليهم.

وأشادت وزيرة شؤون الشرطة، ديانا جونسون، بجهود شرطة مدينة لندن، وقالت: "لقد أُهملت جرائم سرقة الهواتف لفترة طويلة. النتائج الحالية تُثبت أن الشرطة المجتمعية الفعالة تُحدث فرقًا حقيقيًا. ومن خلال خطتنا للإصلاح، نمنح الشرطة صلاحيات جديدة لاسترجاع الهواتف المسروقة دون الحاجة إلى مذكرات تفتيش، ونعمل على توظيف 13 ألف شرطي جديد لتعزيز الأمن في الأحياء".


 

 

التالي لندن وباريس ترفضان اتهامات نتنياهو "بتشجيع حماس"