عرب لندن

أعلنت شركة أسترازينيكا نقل إنتاج بعض أدويتها المخصصة للسوق الأمريكية من أوروبا إلى الولايات المتحدة، في خطوة تهدف إلى مواجهة تأثير الرسوم الجمركية التي أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها على عدد من الواردات. 

ووفقاً لما ورد في موقع “الغارديان” The Guardian، أكد الرئيس التنفيذي لشركة أسترازينيكا، باسكال سوريو، أن هذه الخطوة تأتي كجزء من إجراءات الشركة للتخفيف من التأثيرات المحتملة للسياسات التجارية الجديدة، التي قد تشمل قطاع الأدوية رغم استثنائه في السابق بموجب اتفاقية منظمة التجارة العالمية لعام 1995.

وصرّح سوريو بأن تأثير الرسوم سيكون محدودًا على الشركة، حيث تُنتج معظم أدويتها المُباعة في السوق الأمريكية محليًا ضمن 11 موقعًا داخل الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الأدوية المستوردة من أوروبا تمثل نسبة ضئيلة فقط. وأضاف أن الشركة شرعت في نقل تصنيع تلك المنتجات إلى الولايات المتحدة بالفعل، دون أن يؤثر ذلك على عملياتها في المملكة المتحدة.

وذكر سوريو أن لدى أسترازينيكا مرونة في توزيع إنتاجها بفضل اتفاقيات التوريد المزدوج، التي تشمل أوروبا والولايات المتحدة، بينما تتمتع الصين بنظام إمداد شبه مكتفٍ ذاتيًا. وأوضح أن الشركة لا تستورد من الصين أو كندا أو المكسيك، ونادرًا ما تُصدر من الولايات المتحدة إلى الصين، مؤكدًا أن الصادرات إلى بكين تراجعت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.

وفي ظل ترقّب القطاع الدوائي لنتائج السياسات الحمائية الجديدة، حذّر سوريو من أن أوروبا والمملكة المتحدة معرضتان لخسارة السباق مع الولايات المتحدة والصين ما لم تزيدا إنفاقهما على الأدوية الجديدة. وأشار إلى أن الولايات المتحدة باتت تجذب استثمارات ضخمة في مجالات التصنيع والبحث الدوائي، داعيًا أوروبا إلى رفع مساهمتها في الابتكار الطبي، محذرًا من انتقال وظائف البحث والتصنيع إلى أمريكا على المدى الطويل.

وأشار إلى أن أسترازينيكا استثمرت 3.5 مليار دولار في منشآت بحث وتصنيع بالولايات المتحدة، من ضمنها مشاريع العلاج الخلوي، إضافةً إلى استثمار بقيمة 2.5 مليار دولار في العاصمة الصينية بكين. كما أن شركات دواء كبرى مثل روش ونوفارتس أعلنت مؤخرًا عن ضخ استثمارات مماثلة في السوق الأمريكية.

وحثّ سوريو حكومات أوروبا على اتباع نهج أكثر مرونة في تسعير الأدوية الجديدة، مقترحًا اعتماد أسعار مرجعية عامة مع السماح بخصومات حسب قدرة كل دولة. ولفت إلى أن المملكة المتحدة تُنفق 7% فقط من ميزانية الرعاية الصحية على الأدوية الجديدة، مقارنةً بـ10-11% في دول أوروبية أخرى، و13-15% في الولايات المتحدة، مؤكدًا أن الابتكار لا يُكافأ في النظام البريطاني كما يجب.

وانتقد سوريو الحكومة البريطانية بسبب تأخر هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في اعتماد دواء "إنهيرتو" لعلاج سرطان الثدي، رغم توفره في اسكتلندا ومعظم دول أوروبا. وقال إن الشركة قدّمت عرضًا سعريًا منخفضًا، معربًا عن استيائه من فشل المحادثات مع المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية (NICE)، الذي أعلن سابقًا عن خيبة أمله من عدم التوصل إلى اتفاق يُتيح الدواء لألف مريضة في إنجلترا وويلز.

وفي سياق متصل، تخلّت الشركة مطلع هذا العام عن خطة توسعة بقيمة 450 مليون جنيه إسترليني لمنشأة تصنيع لقاحاتها في ضاحية سبيك بمدينة ليفربول، بعد فشلها في التوصل إلى اتفاق بشأن الدعم الحكومي.

تأتي هذه التصريحات في وقت أعلنت فيه الشركة عن ارتفاع إيراداتها بنسبة 13% لتصل إلى 15.6 مليار دولار خلال الربع الأول من العام، مدفوعة بنمو قوي في أدوية السرطان والعلاجات الحيوية، في حين ارتفعت الأرباح قبل الضرائب بنسبة 21% إلى 3.4 مليار دولار.

السابق حزب العمال يُواصل مشروع الأبراج مدعومًا بتقرير يكشف ارتفاع تكلفة البدائل رغم المعارضة
التالي غرامة 44 ألف جنيه لمطعم هندي قدّم وجبة كادت تقتل زبونًا مصابًا بالحساسية