عرب لندن

يُواصل حزب العمال التزامه بتنفيذ خطط بناء المزيد من أبراج الكهرباء في أنحاء إنجلترا وويلز، على الرغم من تصاعد الخلافات السياسية في عدد من المقاطعات، وتزايد المطالب بدفن الكابلات تحت الأرض. ويستند الحزب في موقفه إلى تقرير صادر عن معهد الهندسة والتكنولوجيا (IET) يُظهر أن تكلفة الكابلات الأرضية تفوق نظيرتها الهوائية بأكثر من أربع مرات ونصف.

ووفقًا لموقع صحيفة “الغارديان” The Guardian، فإن إنشاء خط هوائي بطول 15 كيلومترًا وبقدرة 5000 ميجاوات يُكلّف نحو 40 مليون جنيه إسترليني، في حين يُقدّر بناء كابل أرضي مماثل بحوالي 330 مليون جنيه، وقد تصل التكلفة إلى 820 مليونًا إذا ما استُخدم نفق جديد.

هذا وتحوّلت قضية أبراج الكهرباء إلى محور رئيسي في الحملات الانتخابية المحلية، لا سيما في لينكولنشاير، حيث يُخطط لإنشاء خط كهرباء بطول 140 كيلومترًا. وقد دعا كلّ من حزب المحافظين وحزب الإصلاح إلى دفن الكابلات بدلاً من تعليقها فوق الأرض، متهمَين الحكومة بتشويه المشهد الطبيعي للريف.

ورسم وزير الطاقة في حكومة العمال، إد ميليباند، خطًا واضحًا بين حزبه وحزب الخضر، بعدما دعا الزعيم المشارك للأخير، أدريان رامزي، إلى تعليق مؤقت لمشروع إنشاء 520 برجًا في منطقته الانتخابية. وردّ ميليباند باتهامه برفض تطوير البنية التحتية الحيوية للطاقة.

ويُبرّر حزب العمال موقفه بالحاجة الملحة لتسريع تطوير شبكة الكهرباء الوطنية لتحقيق هدف إزالة الغاز بحلول عام 2030. وتُشير التقديرات إلى أن مدّ الكابلات الأرضية لا يقتصر على ارتفاع التكلفة، بل يستغرق وقتًا أطول بكثير من بناء الأبراج.

وقال وزير الطاقة مايكل شانكس إن الحكومة ترحب بنتائج التقرير، مؤكدًا أن الأبراج الهوائية تُمثّل الخيار الأفضل لحماية دافعي الفواتير وتحقيق النمو الاقتصادي. وأضاف: "نحن بحاجة إلى إعادة بناء بريطانيا من خلال شبكة طاقة حديثة وآمنة تُمكّننا من توفير طاقة نظيفة ومحلية للمنازل والشركات، وتدعم خلق الوظائف".

وأوضح شانكس أن الأسر القريبة من الأبراج الجديدة ستستفيد من خفض بقيمة 2500 جنيه إسترليني على فواتير الطاقة خلال عشر سنوات، في خطوة تهدف إلى تقليل الأثر الاجتماعي للمشروع.

من جهته، شدّد رئيس الوزراء كير ستارمر، في خطابه الأول بمؤتمر حزب العمال، على أن الأبراج الهوائية تمثل "خيارًا صعبًا لكنه ضروري"، قائلاً: "إذا أردنا كهرباء أرخص، فنحن بحاجة إلى بنية تحتية فوق الأرض، وإلا فسيدفع المواطنون ثمن البدائل المكلفة".

يُذكر أن المشروع سبّب إحراجًا أيضًا لحزب المحافظين، إذ أُقيل وزير الطاقة السابق أندرو بوي من منصبه بعد الكشف عن تنظيمه حملة ضد مشروع الأبراج في دائرته الانتخابية.

السابق مؤسسات إسلامية بريطانية تطالب ستارمر بالاعتراف بفلسطين ووقف الدعم العسكري لإسرائيل
التالي أسترازينيكا تُغيّر وجهتها: نقل إنتاج الأدوية إلى أمريكا هربًا من الرسوم الجمركية