عرب لندن
في ظل الحرب المستمرة في غزة والاتهامات الموجهة لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، اعترفت الحكومة البريطانية رسميًا بأنها تقوم حاليًا بتدريب أفراد من جيش الإسرائيلي على أراضي المملكة المتحدة.
وفي رد مكتوب على سؤال برلماني نُشر بتاريخ 3 يونيو 2024، صرّح وزير القوات المسلحة البريطاني، لوك بولارد، قائلاً: "كجزء من التفاعل الدفاعي الروتيني مع إسرائيل، تقوم المملكة المتحدة حاليًا بتدريب عدد محدود من أفراد جيش الدفاع الإسرائيلي ضمن دورات تدريبية تقام على الأراضي البريطانية".
وكان هذا التصريح بمثابة أول تأكيد رسمي من الحكومة البريطانية بأن التدريب جارٍ حاليًا داخل المملكة المتحدة، بعد تقارير متعددة عن التعاون العسكري بين البلدين.
وفي تقرير استقصائي للصحفي مارك كيرتس في 2024 أشار إلى أن وزارة الدفاع البريطانية تستضيف ستة ضباط من القوات المسلحة الإسرائيلية، كجزء من مشاركتهم في دورات تدريبية بقيادة الدفاع البريطاني. وأكد التقرير أن الطائرات الحربية الإسرائيلية، التي تُتهم باستخدامها في قصف المدنيين في غزة، قد شاركت سابقًا في تدريبات قتالية مشتركة مع سلاح الجو الملكي البريطاني.
كما كشف التقرير أن تسع طائرات عسكرية إسرائيلية هبطت في بريطانيا منذ هجمات 7 أكتوبر، في حين رفضت وزارة الدفاع الكشف عن طبيعة مهام تلك الطائرات أو محتوياتها. في المقابل، أرسلت بريطانيا 48 طائرة عسكرية إلى إسرائيل، ونفذت 65 مهمة تجسس فوق غزة انطلاقًا من قاعدتها في قبرص.
ورغم امتناع وزارة الدفاع عن نشر الاتفاق العسكري الذي وقعته مع إسرائيل عام 2020، إلا أنها أكدت أن هذا الاتفاق "يكرّس التدريب المشترك والتمارين المستمرة"، ما يعزز "العلاقات العسكرية" بين الجانبين.
وفي عام 2019، أجرى سلاح الجو الإسرائيلي أول انتشار لطائراته المقاتلة إلى بريطانيا، حيث شاركت طائرات F-15 في مناورات قتالية مشتركة مع القوات الجوية البريطانية والألمانية والإيطالية.
من جانب آخر، تشير تقارير سابقة إلى وجود ضباط عسكريين بريطانيين في إسرائيل، يتولون مهام في "الانخراط العسكري والدبلوماسي"، وتُجرى زيارات دورية إضافية من قبل طواقم بريطانية للتدريب والمشاركة في التمارين العسكرية هناك.