أظهر استطلاع أجرته مؤسسة More in Common أن زعيم حزب الإصلاح، نايجل فاراج، يملك فرصًا مماثلة لتلك التي يتمتع بها رئيس الوزراء كير ستارمر لتولي قيادة الحكومة المقبلة، في مؤشر لافت على صعود التيار الشعبوي في بريطانيا.

وبحسب الاستطلاع، توقّع 13% من المشاركين أن يصبح فاراج رئيسًا للوزراء بعد الانتخابات العامة المقبلة، وهي النسبة نفسها التي حصل عليها ستارمر.

في المقابل، حصلت زعيمة حزب المحافظين، كيمي بادينوتش، على دعم 5% فقط، بينما رأى 10% أن رئيس الوزراء القادم سيكون شخصية أخرى من داخل حزب المحافظين، في حين أعرب 40% عن عدم يقينهم بالجهة التي ستقود البلاد مستقبلاً.

وحسب ما ذكرته صحيفة الديلي ميل "Daily Mail"، قال لوك ترايل، المدير التنفيذي للمؤسسة، إن النتائج تعكس حالة من التردد الشعبي إزاء المشهد السياسي الراهن، مشيرًا إلى أن “ناخبي حزب الإصلاح يبدون ثقة كبيرة بإمكان وصول فاراج إلى داونينغ ستريت، رغم تمثيل حزبه المحدود في البرلمان”.

وتأتي هذه النتائج قبل أيام من الانتخابات المحلية المقررة في 1 مايو، والتي يشارك فيها حزب الإصلاح لأول مرة بعد فوزه بخمسة مقاعد برلمانية في الانتخابات الماضية، حيث يسعى لتحقيق اختراق في المجالس المحلية، مدفوعًا بثباته فوق حاجز الـ20% في استطلاعات الرأي على مدار العام.

وفي خطاب انتخابي ألقاه في دورهام، قال فاراج إن حزبه "يركن دباباته على عتبة الجدار الأحمر"، في إشارة إلى مناطق نفوذ حزب العمال في شمال ووسط إنجلترا، مؤكدًا أن "العمال لديهم ما يخشونه من حزب الإصلاح بقدر ما يخشاه المحافظون"، وساخرًا من احتمالية فوز ستارمر بالقول: "استعدوا لكابوس نايجل في داونينغ ستريت".

وتحدث فاراج عن رؤية حزبه لإصلاح المجالس المحلية، متعهدًا بإطلاق نسخة بريطانية من "DOGE" – وهي إدارة أمريكية أسسها الرئيس السابق دونالد ترامب لتعزيز كفاءة الحكومة، ويقودها رجل الأعمال إيلون ماسك.

وأوضح أن حزب الإصلاح سيعيد النظر في العقود الحكومية طويلة الأمد، وينهي تمويل برامج "التنوّع والمساواة والدمج"، مؤكدًا أن الحزب يسعى إلى "تغيير ثقافي شامل" في إدارة المجالس.

كما أشار إلى أن النساء كنّ أكثر حذرًا في دعم الحزب مقارنة بالرجال، لكن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت توازنًا بين الجنسين بنسبة 50/50.

وردًا على سؤال بشأن تأميم قطاعات جديدة، لم يستبعد فاراج ذلك، مشيرًا إلى أن هدف حزبه هو "إعادة التصنيع إلى بريطانيا"، مستشهدًا بحملة الحزب لتأميم "بريتيش ستيل"، وارتداء نائبه ريتشارد تايس شارة نقابية داخل البرلمان لدعم الصناعة المحلية.

وفيما يتعلق بعلاقته بالنقابات، دعا فاراج إلى "علاقة براغماتية وعقلانية" مع قياداتها، رغم وصفه تجربته المحتملة معهم بأنها ستكون "حازمة لكن عادلة"، خاصة في ظل تجارب مثل إضراب عمال النظافة في برمنغهام.

من جهة أخرى، أظهر استطلاع أجرته Survation في معاقل حزب العمال أن دعم حزب الإصلاح ارتفع من 18% إلى 30% منذ الانتخابات الأخيرة. وفي تلك المناطق، تراجع تقييم ستارمر الصافي إلى -26%، في حين بلغ فاراج -4%، وتراجعت كيمي بادينوتش إلى -8%.

وقد دفع هذا التقدّم حزب العمال إلى تغيير استراتيجيته في التعامل مع حزب الإصلاح، بعدما كان يتجاهله سابقًا. ووفق تقارير صحفية، حذّر مستشار رئيس الوزراء الأسبق توني بلير، أليستر كامبل، من خطورة صعود فاراج، واقترح تشكيل فريق من نواب الحزب للرد على سياسات حزب الإصلاح.

ويُشار إلى أن حزب فاراج جاء ثانيًا في 98 دائرة انتخابية في الانتخابات العامة الأخيرة، 89 منها فاز بها حزب العمال، ما يضعه في موقع تهديد مباشر لكلا الحزبين الرئيسيين.


 


 

السابق تحذيرات أمنية بريطانية: السيارات الكهربائية قد تُستخدم للتجسس من قِبل الصين
التالي العثور على جثة امرأة مفقودة في كارديف وتوجيه تهمة القتل لرجل من المنطقة