عرب لندن

تواجه وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، ضغوطًا متزايدة لإغلاق مخيم "ويذرفيلد" في إسيكس، والذي يُوصف بأنه "يشبه السجن"، ويؤوي طالبي اللجوء.

وفي ظل تصاعد هذه الضغوط، دعت أكثر من 70 منظمة خيرية لحقوق اللاجئين ومنظمات حقوق الإنسان الوزيرة كوبر إلى إغلاق هذا الموقع، الذي كان سابقًا قاعدة لسلاح الجو الملكي البريطاني، بسبب الظروف غير الآمنة وغير الإنسانية التي يعاني منها المقيمون فيه. ويأتي هذا في أعقاب حكم صادر عن المحكمة العليا مؤخرًا، اعتبرت فيه المحكمة أن الحكومة تصرفت بشكل غير قانوني عند إيواء ثلاثة طالبي لجوء في هذا الموقع.

هذا وتكثف المنظمات جهودها لإغلاق المخيم بشكل نهائي، حيث اعتبرت أن استمرار استخدام "ويذرفيلد" أمر لا يمكن الدفاع عنه، لا سيما في ضوء التحديات النفسية التي يواجهها المقيمون فيه. وكانت إحدى الرسائل المنسقة من قبل مؤسسة "أسايلم ماترز" قد أكدت أن "إيواء طالبي اللجوء في مواقع عسكرية سابقة يعد أمرًا غير إنساني، ويؤدي إلى صدمات نفسية عميقة للمقيمين، خصوصًا أولئك الذين عانوا من صراعات أو قمع أو إساءة."

وفي الوقت الذي رفض فيه زعيم حزب العمال، السير كير ستارمر، تحديد موعد لإغلاق المخيم، مع تعهده سابقًا بإغلاقه خلال الانتخابات العامة المقبلة، أكدت المنظمات الحقوقية أن إغلاق المخيم أصبح أكثر إلحاحًا.

ومن بين الداعمين لهذه الحملة، شبكة "هيومنز فور رايتس" ومنظمة "ريفوجي أكشن" و"تشوز لوف"، إضافة إلى العديد من المجموعات المحلية مثل منتدى اللاجئين والمهاجرين في إسيكس ولندن. وأكدت هذه المنظمات أن استمرار وجود هذه المخيمات في المملكة المتحدة يشكل تهديدًا أمنيًا واجتماعيًا، ويزيد من الانقسامات المجتمعية، كما أن إغلاقها أصبح ضرورة ملحة في ضوء التوترات الاجتماعية وأعمال الشغب التي شهدتها بعض المناطق.

وفي حديثها لصحيفة "الإندبندنت" The Independent، أكدت النائبة العمالية، نادية ويتوم، التي التقت بعضًا من سكان "ويذرفيلد"، أن المخيم يعاني من أزمة صحية نفسية حادة، ما يجعل الإقامة فيه غير مناسبة للمهاجرين الذين يمرون بتجارب نفسية صعبة. وأضافت: "لقد فعلت الحكومة الصواب بإغلاق مركز 'بيبي ستوكهولم'، والآن يجب عليها إغلاق 'ويذرفيلد' أيضًا."

كما أشارت الصحيفة إلى أن هناك تقارير تتحدث عن تزايد حالات محاولات الانتحار داخل المخيم، في حين يُعتبر العنف والشجارات أمرًا شبه يومي، ما يعكس البيئة المزرية التي يعيش فيها هؤلاء اللاجئون. وكانت تقارير سابقة قد سلطت الضوء على الزيادة في استدعاء سيارات الإسعاف للموقع بسبب الحوادث المتزايدة.

يُذكر أن الخطط الأولية كانت تهدف إلى إيواء حوالي 1700 مهاجر في موقع "ويذرفيلد"، إلا أن العدد الحالي يتراوح حول 580 شخصًا فقط. وتواجه الحكومة البريطانية تحديات في إغلاق هذا المخيم، حيث أن ذلك قد يُعيق خططها لتقليص استخدام الفنادق لطالبي اللجوء، الأمر الذي قد يزيد من تكاليف الإقامة.

من جانب آخر، كشف تقرير حديث أن الحكومة قد وقعت عقدًا طويل الأجل لتوفير الفنادق لطالبي اللجوء حتى عام 2027، ما يثير مزيدًا من الجدل حول سياسة الحكومة في التعامل مع ملف اللجوء والإقامة في المملكة المتحدة.

وقد تم التواصل مع وزارة الداخلية للتعليق على هذه الأوضاع، لكنها لم تقدم ردًا حتى وقت نشر الخبر.

السابق مدرب شخصي يعترف بالذنب: قيادة متهورة تسببت في إصابة سبعة ضباط
التالي هل تشكل القواعد العسكرية البريطانية تهديدًا لمياه الشرب؟ تحقيقات بشأن تسرب مواد سامة