100 يوم على عودة ترامب... أوروبا تراجع حساباتها وتستعد لما هو أسوأ
عرب لندن
بعد مرور مئة يوم على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تجد أوروبا نفسها أمام واقع جديد يتسم بتغيرات جذرية في العلاقة مع الحليف الأميركي، حيث تتراجع الضمانات التقليدية لصالح نهج أكثر براغماتية ومشروطية.
في خطابه أمام منتدى دافوس، طالب ترامب دول الناتو بزيادة إنفاقها الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، متجاوزًا الهدف السابق البالغ 2% .
كما هدد بفرض رسوم جمركية على الشركات التي لا تصنع منتجاتها داخل الولايات المتحدة، مؤكدًا على سياسة "أمريكا أولًا" التي تضع المصالح الاقتصادية في صدارة الأولويات.
وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، أبدى ترامب استعدادًا للانسحاب من جهود الوساطة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سريع، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد تتوقف عن دعم كييف إذا استمرت المفاوضات في التعثر . وأثار هذا الموقف قلق الأوروبيين الذين يرون في الدعم الأميركي ركيزة أساسية لأمن القارة.
وتواجه منظومة الناتو تحديات غير مسبوقة، حيث تتباين درجة الالتزام الأميركي من دولة إلى أخرى بناءً على مساهماتها المالية. ويثير هذا التوجه مخاوف من تحول الحلف إلى "ناتو متعدد السرعات"، مما يضعف من تماسكه وقدرته على الردع الجماعي.
وفي ظل هذه التحولات، بدأت أوروبا في البحث عن سبل لتعزيز قدراتها الدفاعية الذاتية، من خلال مبادرات مثل "البوصلة الاستراتيجية" وإحياء فكرة "المظلة النووية الأوروبية".
ورغم التحديات، يرى بعض المحللين أن هذه اللحظة قد تكون فرصة لإعادة بناء البيت الأوروبي على أسس أكثر استقلالية واستراتيجية.
في الختام، يبدو أن أوروبا تقف على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب منها إعادة تقييم علاقتها مع الولايات المتحدة، والعمل على تعزيز قدراتها الذاتية لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المقبلة.