دراسة تكشف تراجع عدد النساء الراغبات بأن يكنّ رجالًا على مدار 100 عام
عرب لندن
كشفت دراسة جديدة عن تغيّر جوهري في مواقف وسلوكيات المجتمع البريطاني تجاه النوع الاجتماعي والعمل والتعليم خلال ما يقرب من قرن، مشيرة إلى تحوّل كبير في مكانة المرأة وتقدير دورها المجتمعي.
وأظهرت الدراسة أنه في عام 1947، أعربت أكثر من واحدة من كل ثلاث نساء (بنسبة 37%) عن رغبتهن في أن يكنّ رجالًا، بينما تراجعت هذه النسبة في عام 2024 إلى 9% فقط، وهو ما اعتبره الباحثون مؤشرًا على التقدم الملحوظ في مجال حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في المملكة المتحدة، بحسب "الإندبندنت".
وأوضحت الدراسة، التي أجراها معهد السياسات في كلية كينغز لندن، أن مواقف الرجال من هذا الأمر ظلت شبه مستقرة، إذ قال نحو 5% منهم فقط اليوم إنهم يفضلون أن يكونوا نساء، وهي نسبة تقارب ما كانت عليه في أربعينيات القرن الماضي (4%)،
وأشار الباحثون إلى تغيّر واضح في مساهمة الرجال بالأعمال المنزلية، حيث أفاد ربع الرجال في عام 1947 بأنهم لا يقومون بأي عمل منزلي، بينما تراجعت هذه النسبة إلى 4% فقط في يومنا هذا.
ورغم ذلك، تواصل النساء أداء الجزء الأكبر من المهام المنزلية، إذ تقضي المرأة البريطانية نحو ثلاث ساعات ونصف يوميًا في أعمال غير مدفوعة مثل التنظيف والعمل التطوعي، أي ساعة أكثر من المتوسط اليومي للرجل، وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية (ONS).
ورصدت الدراسة أيضًا تحوّلًا في أولويات الناس بشأن العمل، إذ فضّل 73% من البريطانيين في عام 1946 أمان الوظيفة على الرواتب المرتفعة، إلا أن هذه النسبة انخفضت إلى 41% اليوم، مقابل 46% باتوا يفضلون أعلى راتب ممكن على حساب الأمان الوظيفي.
وفي قطاع التعليم، أظهرت البيانات تغيّرًا كبيرًا في النظرة تجاه الواجبات المدرسية، حيث قال 21% فقط في عام 1937 إن الأطفال يجب أن يؤدوا واجبات منزلية، بينما ارتفعت هذه النسبة اليوم إلى 68%.
كما أيد 76% من الناس اليوم تعليم الفتيان والفتيات في فصول مختلطة، مقارنة بانقسام الرأي حول ذلك في الثلاثينيات، عندما بلغت نسبة المؤيدين للفصل 43% مقابل 45% للمختلط.
وصرّح البروفيسور بوبي دافي، مدير معهد السياسات، أن "الاتجاهات طويلة المدى تكشف لنا الكثير عن سلوكيات نراها اليوم بديهية، لكنها حديثة نسبيًا في تاريخنا".
وأضاف دافي أن أنماطًا أخرى من السلوكيات شهدت نموًا كبيرًا، مثل ممارسة الرياضة وتعلم السباحة وزيادة مساهمة الرجال في الأعمال المنزلية.
لكنه ختم بالتأكيد على وجود جوانب لم تتغير كثيرًا، قائلًا: "ما يزال أربعة من كل عشرة أشخاص يجدون صعوبة في النهوض من السرير صباحًا، وهو شعور إنساني قد يلازمنا دائمًا".