عرب لندن
قد يُضطر مالك سلسلة مطاعم "توبي كارفري" Toby carvery إلى دفع أكثر من مليون جنيه إسترليني كتعويض، بعد قطع شجرة بلوط عتيقة يُقدَّر عمرها بأكثر من 400 عام، في حادثة أثارت جدلًا واسعًا في شمال لندن.
وذكر موقع "ذا ستاندرد" The Standard أن مجلس بلدية إنفيلد يسعى للحصول على استشارة قانونية بشأن الحادث الذي وقع في 3 أبريل/نيسان بالقرب من حانة تابعة لسلسلة مطاعم. وتم الإبلاغ عن الواقعة للشرطة بعد تسعة أيام، إلا أن شرطة العاصمة أعلنت لاحقًا إسقاط التحقيق، مشيرة إلى "عدم وجود أدلة على ارتكاب جريمة".
وحذرت المحامية المتخصصة في قضايا الأشجار، سارة دود، من أن القضية قد تؤدي إلى مقاضاة مدنية، مشيرة إلى أن شركة "ميتشلز آند بتلر"، المالكة لسلسلة المطاعم، قد تُجبر على دفع تعويضات قد تتجاوز المليون جنيه إسترليني.
ووفقًا لخبير الأشجار راسل ميلر، تبلغ القيمة التقديرية للشجرة مليون جنيه إسترليني، استنادًا إلى نظام تقييم قيمة أصول الأشجار (CAVAT)، وهو النظام ذاته الذي استُخدم لتقدير قيمة شجرة "سيكامور جاب" الشهيرة، التي قُطعت في سبتمبر 2023.
وصرحت دود أن الضرر الناتج عن إزالة الشجرة "لا يمكن إصلاحه"، مؤكدة أن الأشجار العتيقة تضيف قيمة بيئية وجمالية لا يمكن تعويضها. وقالت: "لا يفاجئني أن تصل قيمة الشجرة إلى هذا الرقم، نظرًا لموقعها داخل منطقة حضرية وعلى أرض غابات قديمة نادرة الوجود".
وذكّرت بأن أشجار الشوارع في لندن كانت قد قُدّرت قيمتها أيضًا بمليون جنيه إسترليني عند تطبيق نظام CAVAT لأول مرة في 2008.
وتُعد شجرة بلوط إنفيلد التي عُرفت باسم "بلوط جاي فوكس" لقربها من منزل "وايت ويب" حيث خُطط لمؤامرة البارود عام 1605 من بين أكبر 100 شجرة بلوط في لندن. ويُعتقد أنها ربما كانت واقفة خلال لقاءات جاي فوكس وشركائه آنذاك، وقد احتضنت بيئة حيوية نادرة تدعم ما يصل إلى 2300 نوع بيولوجي، بحسب الكاتب جيمس كانتون.
وكانت قيمة هذه الشجرة أعلى بنحو 300 ألف جنيه إسترليني من شجرة "سيكامور جاب" في نورثمبرلاند، التي أُزيلت العام الماضي، وتسببت في ملاحقات قانونية طالت شخصين بتهمة الإضرار الجنائي بمبلغ فاق 622 ألف جنيه إسترليني.
وفي السياق ذاته، أكدت دود الحاجة إلى تشديد التشريعات لحماية الأشجار التاريخية، مضيفة: "هذه الأشجار ليست مجرد نباتات، بل معالم بيئية وتاريخية وتراث مشترك، وينبغي أن يعكس القانون ذلك".
من جهته، عبّر الرئيس التنفيذي لشركة "ميتشلز آند بتلر"، فيل أوربان، عن أسفه للحادث، مشيرًا إلى أن أحد أعضاء الفريق "تصرف بحسن نية بناءً على نصيحة من خبير"، لكنه أقر بضرورة مراجعة البروتوكولات الداخلية لمنع تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلاً، وضمان التشاور مع الجهات المختصة قبل اتخاذ قرارات مشابهة.