عرب لندن
وسط أجواء من القلق المتصاعد، تكافح دول أوروبا الوسطى تفشي مرض الحمى القلاعية بين الماشية، في أول ظهور له منذ أكثر من نصف قرن، ما دفع السلطات إلى إغلاق الحدود وإعدام آلاف الحيوانات في محاولة لاحتواء الفيروس شديد العدوى.
ووفقاً لموقع “الاندبندت” Independent، فقد ظهر المرض لأول مرة مطلع شهر مارس/آذار في مزرعة ماشية في المجر. وانتقل خلال أسبوعين فقط إلى ثلاث مزارع في سلوفاكيا المجاورة، قبل أن يُسجل لاحقًا في ثلاث مزارع مجرية أخرى، بالإضافة إلى ثلاث مزارع إضافية في سلوفاكيا.
وفي بلدة ليفيل المجرية، أُجبرت السلطات على إعدام نحو 3000 رأس من الماشية. وقال ساندور زوبوسزلاي، وهو صياد ورجل أعمال محلي، إن الأوضاع في المنطقة باتت "متقلبة تمامًا"، مشيرًا إلى اضطراب حركة النقل وإغلاق الحدود. وأضاف: "لم يكن أحد يتوقع شيئًا كهذا. لا أظن أن الخطأ من أصحاب المزارع، فحتى الرياح كانت ضدنا".
هذا ويصيب فيروس الحمى القلاعية الحيوانات ذات الظلف المشقوق، مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير والغزلان، ويسبب حمى وبثورًا في الفم والحوافر، وينتقل بسهولة عبر التلامس المباشر أو الأسطح أو الرياح، دون أن يشكل خطرًا يُذكر على البشر.
وواصلت السلطات المجرية، يوم الجمعة، عمليات التطهير في المزارع والمركبات المتضررة، ونشرت حُصرًا مشبعة بالمطهرات عند مداخل ومخارج البلدات والقرى. غير أن فعالية هذه الحُصر تراجعت مع جفافها وتآكلها تحت عجلات المركبات المارة.
ومن جانبها، أغلقت الحكومة السلوفاكية 16 معبرًا حدوديًا مع المجر، ومعبرًا واحدًا مع النمسا، مبررة القرار بقصور في إجراءات الاحتواء المجرية. وكانت النمسا قد سبقتها في إغلاق 23 معبرًا مع البلدين، رغم عدم تسجيل أي إصابات على أراضيها.
وفي جمهورية التشيك، فرضت السلطات عمليات تطهير عند خمسة معابر حدودية رئيسية تستخدمها شاحنات الشحن القادمة من الخارج، رغم المسافة الجغرافية عن مواقع التفشي.
وصرح البروفيسور جيري سيرني، من جامعة علوم الحياة في براغ، بأن "أخطر وسائل نقل العدوى هي الأشياء البشرية الملوثة"، مثل إطارات السيارات ونعال الأحذية والأغذية غير الآمنة. بينما أشار وزير الزراعة التشيكي إلى إمكانية رفع القيود بعد مرور 30 يومًا على آخر حالة إعدام لمصاب في سلوفاكيا.
وفي سياق أثار جدلًا واسعًا، صرّح رئيس ديوان رئيس الوزراء المجري، جيرجيلي جولياس، بأن التفشي ربما يكون نتيجة "هجوم بيولوجي"، مستندًا إلى تصريحات غير موثقة من مختبر أجنبي أجرى تحاليل أولية للفيروس. ولم تقدم الحكومة أي أدلة علمية تؤكد هذه الفرضية.
وصرّح وزير الزراعة المجري بأن البلاد لم تسجل أي إصابات جديدة هذا الأسبوع، ومن المتوقع الانتهاء من تنظيف آخر المزارع المصابة يوم السبت.
ووعدت الحكومة المجرية بإجراءات دعم للمزارعين المتضررين، تشمل وقفًا مؤقتًا لسداد القروض، وتقديم تعويضات عن الخسائر، وتوفير تدابير احترازية مستقبلية لحماية المزارع من الأوبئة.