عرب لندن
أظهرت دراسة حديثة أن معدلات السمنة وزيادة الوزن بين المراهقين في إنجلترا ارتفعت بنسبة 50% منذ عام 2008، وسط تحذيرات من تداعيات صحية طويلة الأمد قد تهدد جيلاً بأكمله.
وحسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت “Independent”استندت الدراسة إلى قياسات مؤشر كتلة الجسم (BMI) لمراهقين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا، وكشفت عن زيادة بنسبة 22% في معدلات السمنة بين عامي 2008 و2010، ثم ارتفاع إضافي بنسبة 33% بين عامي 2021 و2023، مما يعكس تسارعًا واضحًا بعد جائحة كوفيد-19.
ويرجع الباحثون هذا الارتفاع إلى الانتشار الواسع للأطعمة المعالجة، مثل الوجبات الجاهزة والمشروبات الغازية، إلى جانب قلة النشاط البدني، وكثرة الجلوس أمام الشاشات، وسوء النوم، وتزايد المشكلات النفسية بين المراهقين.
وأوضح فريق البحث، الذي يضم أطباء من مستشفيي بريستول وألدر هاي، أن البيئة الاجتماعية والاقتصادية تسهم أيضًا في تعزيز نمط حياة غير صحي لدى هذه الفئة العمرية.
وأشارت الدراسة إلى أن السمنة في سن مبكرة تزيد من خطر الإصابة بعدة أمراض لاحقًا، إذ يرتفع احتمال الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم إلى ثمانية أضعاف، والنوع الثاني من السكري إلى 11 ضعفًا، وأمراض الكبد إلى 12 ضعفًا، كما يزيد خطر الإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض بأربعة أضعاف لدى الفتيات.
روبسون هوبسون، خبير تغذية ومؤلف كتاب Unprocess Your Family Life، وصف النتائج بأنها "مقلقة"، مؤكدًا أن الأطعمة المعالجة تلعب دورًا كبيرًا في تدهور الأنظمة الغذائية للأطفال.
وقال: "هذه المنتجات منتشرة بكثرة، رخيصة وسهلة التناول، وغالبًا ما تكون مسببة للإدمان". وأشار إلى أن استمرار هذه العادات في مرحلة البلوغ يعرض الأفراد لأمراض خطيرة.
وأضاف هوبسون أن القلق المزمن، وسوء النوم، ونقص الوعي الغذائي تؤثر جميعها على قرارات الشباب بشأن الطعام، داعيًا إلى تحسين جودة الأغذية المتاحة للأطفال، وتثقيفهم حول أثر الغذاء على صحتهم، وتشجيعهم على الطهي لفهم علاقتهم بالطعام.
وبحسب بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن معدلات السمنة في المملكة المتحدة، والتي تصل إلى 64% بين من هم فوق 15 عامًا، تفوق المعدلات المسجلة في دول أوروبية مثل فرنسا (45%) وإيطاليا (46%).
ومن المقرر تقديم نتائج هذه الدراسة خلال المؤتمر الأوروبي للسمنة في شهر مايو المقبل في مدينة مالقة الإسبانية.
تابعوا آخر أخبار عرب لندن عبر Google News
