عرب لندن
تستعد مستشفيات إنجلترا لتسريح أكثر من 100 ألف موظف في إطار خطة تقشفية ضخمة تقودها حكومة وزير الصحة، ويس ستريتينغ، والمدير التنفيذي الجديد لـ هيئة الخدمات الصحية الوطنية “NHS”، السير جيم ماكي.
وتتضمن الخطة خفض تكاليف الإدارات مثل الموارد البشرية، والمالية، والاتصالات بنسبة 50% بحلول نهاية العام.
وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان “The Guardian” توقع اتحاد NHS أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تقليص أعداد الموظفين في بعض المؤسسات الصحية بنسبة تتراوح بين 3% و11%، مما قد يتسبب في فقدان ما بين 41,100 و150,700 وظيفة عبر الـ 215 مؤسسة صحية في البلاد. يُقدَّر عدد العاملين في NHS بحوالي 1.37 مليون شخص.
ودعا الرئيس التنفيذي للاتحاد، ماثيو تايلور، وزارة الخزانة إلى إنشاء "صندوق وطني للتعويضات" لتمويل تكاليف التسريحات التي قد تتجاوز ملياري جنيه إسترليني، محذِّرًا من أن المؤسسات الصحية لا تملك الموارد المالية لتغطية هذه التكاليف بمفردها.
وتتضمن الخطط الحكومية أيضًا دمج NHS England في وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، وهو ما سيؤدي إلى فقدان نحو نصف موظفي NHS England البالغ عددهم 15,300 شخص، بالإضافة إلى تسريح بعض موظفي الوزارة. كما يُتوقع تسريح نحو 12,500 موظف من المجالس الصحية المتكاملة.
وقال تايلور: "الضغط الكبير لتحقيق هذه المدخرات قد يضرُّ بخطط تحسين الخدمات الصحية ويؤدي إلى تأخير العلاج للمرضى. تحتاج المؤسسات إلى استقرار مالي لتحقيق الإصلاحات المطلوبة."
وفيما يتعلق بكفاءة الإنفاق، أظهرت سارة وولنوف، المديرة التنفيذية لمؤسسة King's Fund، أن بريطانيا تخصص 1.9% فقط من ميزانيتها الصحية للإدارة، وهو من بين أدنى المعدلات عالميًا.
ورغم ذلك، أكَّدت أن تحسين الكفاءة لا يعني تقليص الوظائف الإدارية، بل يتطلب استثمارًا في الكفاءات المتخصصة التي تدعم النظام الصحي.
ومن جانبها، حذَّرت ثيا ستاين، المديرة التنفيذية لمركز Nuffield Trust، من أن تقليص الوظائف الإدارية قد يؤثر سلبًا على الكفاءات الرقمية والتحليلية، التي تعد ضرورية لتحسين أداء NHS.
وأكَّدت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أنها ستعمل مع NHS لضمان تنفيذ هذه التعديلات بشكل يضمن تقديم رعاية أفضل للمرضى، موضحة أن دمج NHS England في الوزارة سيؤدي إلى توفير ملايين الجنيهات التي سيتم توجيهها لتحسين الخدمات المقدمة للمرضى.