ربع البريطانيين يعتبرون أنفسهم من ذوي الإعاقة وسط أزمة في الإعانات

عرب لندن

كشف تقرير رسمي أن ربع سكان بريطانيا يعتبرون أنفسهم من ذوي الإعاقة، مدفوعين بأزمة غير مسبوقة في الصحة النفسية تفاقمت بفعل جائحة كوفيد-19.

وأظهرت البيانات الصادرة عن وزارة العمل والمعاشات يوم الخميس أن 16.8 مليون شخص في المملكة المتحدة يُصنّفون على أنهم يعانون من إعاقة، وهو ارتفاع بنسبة 40% خلال العقد الماضي وبزيادة قدرها 700 ألف شخص خلال العام الماضي وحده.

ومن بين هؤلاء، يعاني 5.8 مليون شخص من اضطرابات نفسية شديدة تُصنّف على أنها إعاقة، وهو رقم شهد ارتفاعًا بنحو 400 ألف حالة خلال عام واحد، ومليوني حالة منذ عام 2018/2019، وفقا لما نقلته "الستاندرد". 

وباتت الأمراض النفسية أكبر عامل إعاقة بين العاملين في بريطانيا، حيث تمثل 48% من إجمالي الحالات.

وتم الكشف عن هذه الأرقام في أعقاب إعلان وزيرة المالية راشيل ريفز، عن تغييرات جذرية في نظام الرعاية الاجتماعية يوم الأربعاء، تشمل تخفيضات واسعة في استحقاقات ذوي الإعاقة بهدف توفير 5 مليارات جنيه إسترليني بحلول عام 2030.

إلا أن هذه الإصلاحات أثارت موجة غضب بين الجمعيات الخيرية و150 ألف شخص سيفقدون إعانة الرعاية الخاصة بهم، وهو ما سيؤدي إلى تقليص الإنفاق الحكومي بمقدار 500 مليون جنيه إسترليني.

وواجهت هذه التعديلات معارضة شديدة من نواب حزب العمال أنفسهم، حيث تعهّد عدد من البرلمانيين بالتصويت ضدها، وسط تحذيرات حكومية من أن 250 ألف شخص آخرين سيقعون تحت خط الفقر بحلول نهاية العقد الحالي.

ورغم هذه التخفيضات، تشير التوقعات إلى أن الإنفاق على استحقاقات ذوي الإعاقة سيواصل الارتفاع، من 36 مليار جنيه إسترليني العام الماضي إلى 59 مليار جنيه إسترليني خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتسببت هذه الأرقام في إثارة الجدل بشأن أسباب تفشي الأمراض النفسية في بريطانيا. 

فقد صرّح وزير الصحة، ويس ستريتينغ، في وقت سابق بأن هناك "تشخيصًا مفرطًا" لمشكلات الصحة النفسية في البلاد.

من جانبه، نفى مينش باتيل، ممثل منظمة "مايند" الخيرية للصحة النفسية، هذه المزاعم، مشيرًا في حديثه لصحيفة "التايمز" إلى أن هناك "أسبابًا حقيقية للغاية" وراء ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض النفسية، أبرزها تأثير الإغلاقات الناجمة عن كوفيد-19 وأزمة غلاء المعيشة.

ورغم الارتفاع الهائل في أعداد المصابين باضطرابات نفسية، كشف تقرير رسمي أن حصة الإنفاق على خدمات الصحة النفسية من ميزانية هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) ستتراجع إلى 8.71% في 2025/2026، بانخفاض قدره 0.07%.

وفي محاولة لاحتواء الانتقادات، قال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: "تعمل الحكومة على زيادة الاستثمار في خدمات الصحة النفسية بمقدار 320 مليون جنيه إسترليني، بما يتماشى مع معايير الاستثمار في الصحة النفسية".

وأضاف أن هذه الزيادة ستُخصص لتوظيف 8,500 موظف جديد في قطاع الصحة النفسية، وتوسيع برامج الدعم النفسي في المدارس، وإنشاء مراكز طوارئ جديدة للصحة النفسية، في إطار خطة الحكومة لضمان حصول الجميع على الرعاية التي يحتاجونها.