عرب لندن

عبّرت زوجةٌ  عن غضبها واضطرابها إثر وفاة زوجها الذي انتظر لفترة طويلة سيارة إسعاف وهو يتعرض لآلام شديدة. وقالت نيكولا ووترز، الزوجة التي فقدت زوجها آندي ووترز (56 عامًا) بعد نوبة قلبية، إنها غاضبةٌ تمامًا مما تعرض له زوجها من تأخير في تلقي الرعاية الطبية.

وذكر موقع "ميرور" Mirror أن القصة بدأت في الساعات الأولى من يوم 24 مايو/أيار 2024، عندما اتصلت السيدة ووترز برقم الطوارئ 999 لطلب سيارة إسعاف بعد أن عانى زوجها من ألم شديد في صدره وتقيؤ وارتجاف. وأكدت السيدة أن زوجها لم يكن يعاني من أي مرض سابق أو ألم، وقد اعتقدت في البداية أن المشكلة تتعلق بقلبه. ومع ذلك، تم تصنيف المكالمة في فئة "ثانية" من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية (SWASFT)، ما يعني أن حالته لم تُصنف كحالة طارئة تهدد الحياة، على الرغم من معاناته من ألم حاد وأعراض مرضية خطيرة.

وأُبلغت السيدة ووترز بعدم وجود سيارة إسعاف جاهزة في البداية، وأُوصِيَت بالاتصال مرة أخرى إذا تدهورت حالته. وبعد مرور ساعتين على مكالمتها الأولى، تم ترتيب سيارة أجرة لنقل زوجها إلى مستشفى رويال كورنوال. ومع ذلك، كانت السيارة الأجرة غير مزودة بالتعليمات اللازمة لمعالجة الحالة الطارئة، مما أدى إلى تأخير إضافي.

وعندما وصل آندي إلى المستشفى بعد ثلاث ساعات من المكالمة الأولى، كان قد أصيب بنوبة قلبية شديدة، مما دفع الأطباء إلى إجراء جراحة قلب طارئة، لكن حالته كانت قد تدهورت لدرجة أنه توفي في وقت لاحق.

وفي التحقيق الذي أجري في محكمة الطب الشرعي بكورنوال، تم الكشف عن أن هناك سبع سيارات إسعاف كانت تنتظر في ساحة المستشفى بسبب نقص الأسرة، مما أدى إلى توقف خدمات الطوارئ في المستشفيات. كما تم الإشارة إلى تأخيرات كبيرة في المستشفيات المحلية في تلك الفترة بسبب مشكلات نظامية تتعلق بحجز الأسرّة والرعاية المجتمعية.

وعبّرت السيدة ووترز عن حزنها العميق في المحكمة، وقالت إن زوجها كان يستحق رعاية أفضل بكثير من النظام الصحي. وأضافت: "زوجي ليس رقمًا. يستحق أكثر من مجرد توصيلة سيارة أجرة إلى المستشفى بعد ساعات من الاتصال". كما أوضحت أنها تعاني من نوبات هلع وأخذ أدوية لمعالجة الذكريات المؤلمة بعد فقدان زوجها.

وأضافت وهي تغالب دموعها: "لقد دمر فقدان زوجي عائلتي بكل الطرق. أتناول الأدوية لتهدئة نوبات الهلع، وأتناولها لأتمكن من النوم، وأتناولها أيضًا لتهدئة ذكريات الماضي التي لا أملك السيطرة عليها. نصفي غاضب للغاية، والنصف الآخر حزين للغاية."

وقالت: "بصراحة، لا أعرف ما أتوقعه اليوم، أملي الوحيد هو أن أحصل على إجابات لأسئلتي، وأن يتحمل أحدهم المسؤولية، حتى لو كان ذلك خطأي."

وقدّم السيد بول غراهام اعتذارًا للسيدة ووترز نيابةً عن جمعية SWASFT، وقال إنه كان ينبغي أن تكون هناك سيارة إسعاف، ولكن في الواقع، كان سبب عدم وجود سيارة إسعاف هو مشكلة منهجية أكبر بكثير داخل هيئة الخدمات الصحية الوطنية. كما طمأنها بأن الأمر ليس خطأها على الإطلاق، وأنها ظلت هادئة طوال المكالمات، وبذلت قصارى جهدها من أجل زوجها الراحل.

وأضاف أخيرًا أن موظفة معالجة المكالمات التي ارتكبت خطأً بشريًا خلال المكالمة الثالثة، حيث لم تُحوَّل إلى طبيب بشري للتقييم، لم تعد تعمل في SWASFT. لكنه لم يوضح الأسباب.

وأضاف: "ما كان ينبغي أن ينتظر [آندي] كل هذه المدة، ولكن للأسف هذا هو وضع المؤسسة في الوقت الحالي". وخلص السيد جاي ديفيز إلى وجود "خلل منهجي" في الرعاية الصحية والاجتماعية، مما أدى إلى تأخير وصول سيارات الإسعاف، وبالتالي وفاة آندي.

وقال السيد ديفيز إنه كانت هناك إجراءات متاحة كان من المرجح أن تنقذ حياة آندي، ولكن بسبب السكتة القلبية التي تعرض لها لدى وصوله إلى المستشفى، "تضاءلت فرصه بشكل كبير" بسبب التأخير في نقله.

وسيصدر تقريرًا عن الوقاية من الوفيات المستقبلية، إذ يشعر بوجود خطر حدوث المزيد من الوفيات في المستقبل. وقال إن هناك تأخيرات كبيرة منذ فترة في نظام الرعاية الصحية، دون "أي تحسن" في البيانات الأخيرة.

ويشمل ذلك تأخيرات التسليم خلال فترة مرض آندي، وأشار إلى أن البيانات الصادرة في وقت سابق من هذا العام تُظهر أن هذه التأخيرات قد تفاقمت. قال إن كل ذلك يعود إلى "قصور" في الرعاية الاجتماعية ونقص في الرعاية في المجتمع.

وخلص إلى أن "أندرو توفي بسبب حالة قلبية غير مشخصة ولكنها قابلة للعلاج، بعد يوم من تلقيه الإسعاف، وهو ما يُعزى إلى خلل منهجي في نظام الرعاية الصحية والاجتماعية بأكمله". وأضاف: "ربما كان تأخر وصول الإسعاف سببًا للوفاة، إذ حرم أندرو من علاج كان من الممكن أن يُنقذ حياته".

السابق إغلاق مطار هيثرو بعد حريق ضخم أثر على مئات الرحلات: هل يحق لك المطالبة بالتعويض؟
التالي أمر قضائي يحظر سفر توليب صديق في إطار تحقيقات فساد