ترامب يمنح دفعة لستارمر عبر دعمه لاتفاق تسليم جزر شاغوس لموريشيوس
عرب لندن
أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداده للموافقة على اتفاق كير ستارمر لتسليم جزر شاغوس لموريشيوس، وهو ما يعد دعمًا كبيرًا للحكومة البريطانية التي كانت تخشى رفض الإدارة الأمريكية الجديدة لهذا الاتفاق الموروث عن عهد جو بايدن.
وخلال اجتماع في المكتب البيضاوي، وصف ترامب استئجار القاعدة العسكرية الأمريكية في الجزيرة لمدة 140 عامًا بأنه “اتفاق قوي” و”لا يبدو سيئًا”.
وأضاف: “لدينا بعض المناقشات حول هذا الأمر قريبًا، وأشعر أنه سيتم التوصل إلى اتفاق جيد جدًا”.
ويعد الاتفاق مثيرًا للجدل نظرًا لوجود قاعدة عسكرية أمريكية في جزيرة دييغو غارسيا، إحدى جزر شاغوس، وهو ما أثار معارضة داخل بريطانيا وواشنطن على حد سواء.
فقد دعا حزب المحافظين علنًا إلى إلغاء الاتفاق، بينما أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن انتقاده له.
وفي سياق متصل، علقت كيمي بادينوك، زعيمة حزب المحافظين، على تصريحات ترامب قائلة: “كلام الرئيس حول صفقة شاغوس لا يضمن أنها تصب في مصلحة بلادنا أو دافعي الضرائب البريطانيين. لم نر بعد الشروط النهائية للاتفاق، لكن يجب ألا ندفع ثمن التنازل عن أراضٍ نمتلكها بالفعل”.
وبالإضافة إلى موقفه من اتفاق شاغوس، منح ترامب الحكومة البريطانية دفعة أخرى عندما ألمح إلى إمكانية إعفاء بريطانيا من التعريفات الجمركية في أي اتفاق تجاري مستقبلي.
وقال في مؤتمر صحافي: “هناك فرصة جيدة لأن نتوصل إلى صفقة تجارية حقيقية بين هذين البلدين العظيمين، حيث لن تكون هناك حاجة إلى التعريفات”.
كما مازح ستارمر حول مدى إصراره في الدفاع عن المصالح البريطانية خلال الاجتماع، قائلاً: “لقد حاول بجد، وكان يعمل بجد، واستحق أي راتب يحصل عليه هناك!”
أما فيما يتعلق بالملف الأوكراني، بدا أن الرئيس الأمريكي لم يكن متجاوبًا مع مطالب بريطانيا بتقديم ضمانات أمنية لأي قوة حفظ سلام أوروبية تُرسل إلى أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار.
وأصر ترامب على أن صفقته بشأن المعادن النادرة الأوكرانية وحدها قد تردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الغزو مرة أخرى، مشيرًا إلى أنه لا يرى ضرورة لوضع رادع عسكري.
كما قال إن بوتين سيلتزم بكلمته إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام.
وفي حين أكد ستارمر استعداد بريطانيا وفرنسا لنشر قوات على الأرض لضمان تنفيذ اتفاق السلام، رفضت دول أوروبية أخرى الالتزام علنًا، بانتظار ما ستقدمه واشنطن من ضمانات أمنية.
وعندما سُئل ترامب عن موقفه في حال تعرضت القوات البريطانية في أوكرانيا لهجوم روسي، تهرب في البداية من الإجابة المباشرة، لكنه ختم بقوله: “لطالما اهتممت بالبريطانيين، إنهم لا يحتاجون إلى الكثير من المساعدة… لكن إذا احتاجوا، سأكون معهم دائمًا”.
وشهد اللقاء بين الزعيمين "دفئًا" ملحوظًا كما وصفته "التلغراف"، حيث تبادلا المجاملات وأكدا على عمق العلاقات بين البلدين.
وفي خطوة تعزز التقارب، قبل ترامب دعوة الملك تشارلز لزيارة بريطانيا في زيارة غير مسبوقة، قد تشمل استضافته في قلعة بالمورال، ما يعكس سعي بريطانيا إلى استغلال إعجاب ترامب بالعائلة المالكة للتأثير على سياساته.
لكن بالرغم من الأجواء الإيجابية، لم تخلُ المحادثات من لحظات توتر، خاصة عندما انتقد نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، سجل بريطانيا في حرية التعبير، وهو ما أعاد تأكيده أمام ستارمر خلال المؤتمر الصحفي.