عرب لندن
تعمل بريطانيا وفرنسا على وضع خطط لإنشاء "قوة طمأنة" أوروبية تهدف إلى حماية المدن والموانئ والبنية التحتية الحيوية الأوكرانية من أي هجمات روسية مستقبلية، وذلك في حال التوصل إلى اتفاق سلام بوساطة أمريكية.
ووفقاً لما ورد في موقع صحيفة “الغارديان” Guardian، أفاد مسؤولون غربيون بأن القوة المقترحة ستضم أقل من 30 ألف جندي، مع تركيزها على الدفاع الجوي والبحري، في حين سيكون وجود القوات البرية محدودًا ولن يُنشر أي منها بالقرب من خط المواجهة في شرق أوكرانيا.
وتتمثل أبرز مهام هذه القوة في تأمين المجال الجوي الأوكراني لتمكين استئناف الرحلات التجارية، بالإضافة إلى ضمان سلامة التجارة البحرية عبر البحر الأسود، التي تُعد حيوية لصادرات أوكرانيا من الغذاء والحبوب.
وتواجه أوكرانيا تحديات كبيرة بسبب الاستهداف الروسي المتكرر للبنية التحتية، خصوصًا قطاع الكهرباء والمرافق الأساسية، ما يجعل حمايتها ضرورية لضمان تعافي البلاد في مرحلة ما بعد الحرب.
ورغم أهمية هذه القوة، إلا أن حجمها يثير تساؤلات حول مدى قبول أوكرانيا لها، حيث سبق أن دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تشكيل قوة ردع قوامها بين 100 و150 ألف جندي، تضم الولايات المتحدة. إلا أن وزير الدفاع الأمريكي الجديد، بيت هيجسيث، أكد الأسبوع الماضي أن واشنطن لن تنشر قوات على الأراضي الأوكرانية.
هذا وتُشير التقديرات إلى أن الجيوش الأوروبية لا تمتلك قوات كبيرة بما يكفي لنشر وحدات ضخمة في أوكرانيا، مما يعني أن أي جهد أمني بعد الحرب سيعتمد على وحدات محدودة العدد تركز على المجالات ذات التفوق التكنولوجي. كما يعتمد نجاح هذه الخطة الأوروبية على دعم الولايات المتحدة، الذي يُرجح أن يكون في صورة تعزيز للقوة الجوية، وفق ما ذكره أحد المسؤولين، مع إمكانية تمركز هذه العمليات في بولندا ورومانيا.
وفي إطار الجهود الدبلوماسية، من المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف إقناعه بتقديم الدعم اللازم لهذه المبادرة. كما سيجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة مماثلة للعاصمة الأمريكية.
ومن جانبها، أعلنت روسيا معارضتها لنشر أي قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، حيث أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن وجود هذه القوات "غير مقبول".
وبحسب مسؤولين غربيين، لا توجد نية لنشر قوات أوروبية في شرق أوكرانيا، حيث قد تكون عرضة لهجمات روسية، وذلك حفاظًا على سياسة تجنب التصعيد المباشر بين "الناتو" وروسيا.
وفي الوقت الحالي، لا تزال أوكرانيا تتلقى شحنات من الأسلحة الأمريكية، التي قررت إدارة بايدن إرسالها قبل مغادرتها السلطة. وتشير وزارة الدفاع الأوكرانية إلى أن 20٪ من أسلحتها تأتي من الولايات المتحدة، بينما يعتمد 55٪ منها على التصنيع المحلي، و25٪ على الدعم الأوروبي. ويؤكد خبراء أن الأسلحة الأمريكية تمتاز بجودة أعلى مقارنة بمثيلاتها.
وأكد مسؤول غربي أن المعدات العسكرية لا تزال تتدفق إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الأسلحة المتاحة تكفي لمواصلة القتال حتى في ظل أي مفاوضات لوقف إطلاق النار.