الحكومة البريطانية تترقب تأثير التعريفات الجمركية الجديدة التي أعلنها ترامب

عرب لندن

أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستترقب مدى تطبيق التعريفات الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل اتخاذ أي خطوات رد فعل، مؤكدةً ضرورة عدم "المبالغة في التفاعل" مع التصريحات الصادرة عن البيت الأبيض.

وكان ترامب قد كشف عن ما وصفه بـ"التعريفات المتبادلة" على جميع الدول، مدعيًا أنها ستكون "عادلة للجميع"، دون توضيح كيفية تأثيرها على المملكة المتحدة، خاصة بعدما ألمح إلى أنه يعتبر ضريبة القيمة المضافة (VAT) بمثابة تعريفة جمركية، بحسب "الغارديان". 

وفي هذا السياق، صرح بات ماكفادين، مستشار دوقية لانكستر وأحد كبار الوزراء في حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر، بأن الحكومة ستتبع نهجًا هادئًا في التعامل مع هذا التطور، مضيفًا: "في بعض الأحيان يتم الإعلان عن تعريفات، وبعد أيام يتم إلغاؤها، لذا فإن النهج الأمثل هو استيعاب المعلومات أولًا، والتأكد من دخولها حيز التنفيذ، ثم تحديد الإجراءات المناسبة".

وتأتي هذه التطورات في ظل سلسلة من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب منذ بداية ولايته، بما في ذلك رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب. 

وقد أثارت هذه السياسة ردود فعل واسعة، حيث أعلنت كل من كندا والمكسيك استعدادهما لاتخاذ إجراءات انتقامية في حال دخول هذه الرسوم حيز التنفيذ، بينما ردّ الاتحاد الأوروبي والصين بالفعل على تعريفات سابقة بفرض رسوم مماثلة.

من جانبها، حذرت غرفة التجارة البريطانية (BCC) من أن هذه الخطوات قد تؤدي إلى "إرباك القواعد التجارية الراسخة" وزيادة التكاليف وعدم اليقين للمستثمرين والشركات والمستهلكين على مستوى العالم. 

كما دعا رئيس سياسات التجارة بالغرفة، ويليام بين، الحكومة البريطانية إلى تجنب الانخراط في "حرب تجارية انتقامية قد تخرج عن السيطرة".

ويبلغ حجم التجارة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة نحو 300 مليار جنيه إسترليني سنويًا، حيث تستورد بريطانيا من الولايات المتحدة أكثر بقليل مما تصدره إليها. 

وفي ظل هذه المستجدات، يرى وزير المالية في حكومة الظل، ميل سترايد، أن "الآفاق الاقتصادية لا تزال غير واضحة"، لكنه شدد على أن "الاقتصاد القوي والمتنامي هو السبيل الأفضل لمواجهة أي تحديات قادمة".