الأمم المتحدة: عدد قياسي من الأطفال قضوا غرقًا في القناة العام الماضي!

عرب لندن

سجلت الأمم المتحدة، عبر بياناتها التي تمت مشاركتها مع صحيفة "الغارديان" Guardian، عددًا قياسيًا من وفيات الأطفال أثناء عبور القناة في العام الماضي، مما دفع المسؤولين إلى تحذير من أن هذه الأرقام يجب أن تكون بمثابة "جرس إنذار".

في عام 2024، تم تسجيل 82 حالة وفاة في القناة، وهو ما يمثل أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الوفيات المسجلة في عام 2023، والتي بلغت 24. من بين الضحايا، كان هناك 14 طفلاً على الأقل، وهو رقم قياسي آخر. ويُعتقد أن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى من المعلن بسبب صعوبة تحديد جميع الحالات.

وبين عامي 2018 و2024، تراوحت وفيات الأطفال في القناة بين حالة واحدة وخمس حالات سنويًا. وحتى الآن في عام 2025، تم تسجيل خمس وفيات، ولكن لا يُعتقد أن أيًا منها كان لطفل.

وتأتي هذه الأرقام في وقت حرج، حيث أوصى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نهاية العام الماضي باتخاذ خطوات ملموسة للحد من خطر وفاة المهاجرين أو اختفاءهم. وشملت التوصيات تحسين جمع البيانات حول المفقودين وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين.

وفي حديثها عن الوضع، قالت كريستا روتينشتاينر، رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في المملكة المتحدة: "إن العدد القياسي المرتفع للأطفال الذين لقوا حتفهم في القناة هو جرس إنذار بضرورة بذل مزيد من الجهود. الأطفال الذين لقوا حتفهم كانوا في الغالب من بلدان مزقتها الحروب أو ذات ظروف غير مستقرة للغاية". وأشارت إلى أهمية توفير طرق آمنة وأكثر انتظامًا لعبور القناة، بالإضافة إلى توفير الدعم للأطفال الذين انفصلوا عن ذويهم خلال الرحلات.

ومن جانبها، تحدثت الدكتورة واندا ويبورسكا، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "الممر الآمن الدولي"، عن التجربة المروعة لعبور القناة في القوارب الصغيرة المزدحمة، قائلة: "لقد شاركنا الشباب الذين دعمناهم في أوصاف مفجعة لهذه الرحلة المخيفة، وهم غالبًا ما يعانون من صدمات عميقة نتيجة لهذه الرحلة".

وكان من بين الأطفال الذين لقوا حتفهم عبادة عبد ربه (14 عامًا) ومحمد الجباوي (16 عامًا)، اللذان توفيا في حادث واحد في 14 يناير، بالإضافة إلى رولا الميالي (7 سنوات) وسارة العشيقي (7 سنوات) من العراق، ومريم باهز، التي كانت تبلغ من العمر شهرًا واحدًا فقط.

وأكدت منظمة "الممر الآمن الدولي" أن هذه الوفيات تمثل نتيجة واضحة لغياب طرق آمنة لحماية الأرواح، خاصة للأطفال.