عرب لندن
في خطوة جديدة لتعزيز الاتصال بين بريطانيا وأوروبا، توصلت محطة "St Pancras" للسكك الحديدية في لندن ومشغل نفق القناة إلى اتفاق يهدف إلى توسيع عدد الرحلات بين بريطانيا وفرنسا، وفتح مسارات جديدة إلى ألمانيا وسويسرا.
ويأتي هذا الاتفاق في ظل خطط لتوسيع الطاقة الاستيعابية في محطة "St Pancras"، حيث تسعى الإدارة إلى زيادة عدد المسافرين خلال ساعات الذروة من 1,800 إلى 5,000 مسافر في الساعة، ما يعزز فرص تشغيل مزيد من الرحلات إلى فرنسا وإدخال مسارات جديدة إلى مدن أوروبية كبرى مثل كولونيا وفرانكفورت وجنيف وزيورخ، بحسب "الغارديان".
وبحسب الاتفاق، ستعمل شركة "LSPH - London St Pancras Highspeed" – المعروفة سابقًا باسم "HS1" – وشركة "Getlink" المشغلة لنفق القناة، على تحسين تنسيق الجداول الزمنية للقطارات وتقصير مدة الرحلات وتطوير استراتيجيات نمو موحدة، مما يتيح زيادة عدد القطارات الدولية في كل اتجاه.
وكان مكتب السكك الحديدية والطرق في بريطانيا قد فرض في يناير الماضي على "HS1" تخفيض الرسوم التي تفرضها على شركات القطارات لاستخدام مساراتها بين "St Pancras" والنفق، في محاولة لتشجيع دخول شركات جديدة إلى السوق.
وتعد "يوروستار" حاليًا الشركة الوحيدة التي تُشغل خدمات نقل الركاب عبر النفق منذ افتتاحه قبل 30 عامًا، في حين تقدم شركة "Le Shuttle" التابعة لـ "Getlink" خدمات نقل السيارات مع ركابها.
ومع ذلك، تعرضت "يوروستار" لانتقادات بسبب ارتفاع أسعار التذاكر وإلغاء بعض الخدمات الدولية من مدن مثل آشفورد وإبسفليت في كينت.
وتشمل شبكة "يوروستار" حاليًا رحلات من لندن إلى باريس وبروكسل وأمستردام، بالإضافة إلى وجهات موسمية مثل جبال الألب الفرنسية خلال موسم التزلج.
ومع ذلك، لا تزال هذه الشبكة بعيدة عن الطموحات الأولى التي تضمنت وصلات مباشرة إلى مدن مثل مانشستر وإدنبرة.
وفي ظل تزايد اهتمام المسافرين بالبدائل الصديقة للبيئة مقارنة بالسفر الجوي، بدأت شركات سكك حديدية جديدة في استكشاف فرص المنافسة مع "يوروستار"، من بينها مجموعة "Virgin" التابعة للملياردير ريتشارد برانسون، وشركة "Evolyn" الإسبانية، وشركة "Heuro" الناشئة الهولندية.
لكن التوسع المخطط له في "St Pancras" سيحتاج إلى تغييرات هيكلية كبيرة لاستيعاب أعداد الركاب المتزايدة، حيث تعاني المحطة حاليًا من الازدحام الشديد خلال ساعات الذروة بسبب إجراءات الأمن والتفتيش الحدودي، ما يؤدي إلى تكدس المسافرين في مناطق الانتظار.
ولتجاوز هذه التحديات، كلفت "LSPH" العام الماضي شركة "Active Thinking" الاستشارية بدراسة إمكانيات زيادة عدد الركاب، وأشارت نتائج التقرير إلى أن "إضافة بنية تحتية محدودة ستساهم في إزالة معظم العقبات التي تعيق النمو حاليًا في St Pancras”.
وفي تعليق له على الاتفاق، صرّح روبرت سينكلير، الرئيس التنفيذي لشركة "LSPH"، بأن الهدف هو جعل السكك الحديدية عالية السرعة الخيار المفضل للسفر إلى أوروبا، مؤكدًا التزام شركته وشركة "Getlink" بالعمل معًا لدعم مشغلي القطارات الحاليين والجدد لتوسيع السعة التشغيلية وإطلاق وجهات جديدة، مما يسهم في تحقيق رؤية أوروبا مترابطة بشكل كامل.